أنا وحرب الفرقان

حمزة أبو عمر

[email protected]

هي الكلمات تتسارع لتعبر عما يجول بخاطري عن العدوان الصهيوني الغاشم على قطاع غزة في يوم 27/11/2008 ولكنها تتخبط عند خروجها فليست هي الكلمات المناسبة لتعبر عما حدث ودار خلال 23 يوم بلياليهن .

أول الكلمات التي من الممكن أن تخط في هذا الحدث الجلل أننا بفضل الله عشنا أيام عظام أعادت بنا عجلة الزمن إلى سيرة خير البرية لتجدد فينا غزوة الأحزاب والابتلاءات التي مرت بها والحصار الذي دام 22 يوم ليقول أنني لست جديد على من اتقى وآمن وخاف ربه فهذه هي سنة الله في ابتلاء الموحدين .

ثم تنضم كلمات أخرى لتلف ذلك الألم الدافن في الجوف ولازال ينزف منذ ذلك الحين لتسمح للحنين الأليم بالدخول لقلوبنا دون استئذان ليذكرنا بمن عاشوا معنا أحلى أوقاتهم ومن تسامروا معنا حتى قبل استشهادهم بدقائق فتفاجئنا آلات الحقد بخطفهم من حياتنا لتترك فينا ذاك الألم الذي لا يندمل .

ولازالت تلك اللحظات تحوم في خاطري فلا تفارق ذاكرتي ولن تفارقها يوم أن كنا مطمئنين ولا نعلم ما تخبئه لنا مؤامرات العرب قبل طائرات الصهاينة فكل من في غزة له حكاية وألم ومواقف عاشها سيبقى يرويها للأجيال .

هي لحظات نسينا أنفسنا فيها فبتنا نبحث عمن نحب فتارة نلملم أشلاءهم بدموع عيوننا وزفرات قلوبنا, وتارة ننادي عليهم لعلهم يسمعون فيرتد صدى الأصوات بصوت صواريخ الحقد والتشتيت .

عشنا أيام تنقبض فيها القلوب وتنتظر شيء يبسطها فلا تجد, عشنا حالة من الموت البطيء فلا هو يضمك فتنضم لقافلة من سبقوك واشتاقت الروح لهم ولا يتركك فترتاح منه ومما سيخلف ... غادرتنا تلك الأيام لتتركنا نبحث عمن قطعت عنا أخبارهم لأيام لتجد أنهم فازوا بشرف الشهادة منذ أيام, لتترك جرح نازف لا يندمل وإن كسته الأيام بشاش الأمل فلا زال ينزف حنيناً وشوقاً .