ضوءٌ يزْدَحِمُ بالعَتْم
ياسمينة حسيبي... جنيف
ونَسِيَ اللّيل -من جديدٍ- أَن يفتَحَ أبْوابَه لِخيوط الشّمس.. فأصابني كثير من الإحباط
وفغَـر الفجْرُ فاهُه مذهولاً من اسْتـِهتار اللّيل
لمْ أَشأْ أنْ أقضيَ النّهار كلّهُ وأنا " أتسوّلُ" الضوءَ من مَلامح وجهكَ... فتبضّعْتُ خيوطَ ضوءٍ خافتٍ من بائع أحلامٍ متجوّلٍ لأُرتّقَ بِها شقوقَ روحي
غلْطتي كانت كبيرة حينَ سَكَبتُ كلّ ضوئي في عيْنـيْـكَ ؛ أعتقدْتُ أنّه يُمْكــنُـني تَجاوُز الحَدّ المسموح به من اسْتهلاكِ ضَوء الّروح؛ لقد اسْتَـوحَشْتُ فعلاً من كميّة العتيمِ التي تسرّبت منكَ الى روحي وأنا في حُضنك،
فأشعلتُ بقايا شَمْعة كانتْ في الدُّرج القديم لأبحثَ عـَنْ نــفسي.
كنتُ مُندهشةً من احْتكِاركَ لشراييني وتنقُّلِك َ(بدون إذني ) في أوْردَتي كطفلةٍ صغيرة تُشاهد فيلما كرتونيًا وهي تلهو بأعواد الثقاب
وكنتُ اعرف ان احتمالَ العيش (فيكَ) للأبد ضئيل جدّا ولهذا احتفظتُ (ببعضٍ منّي) وبكثيرٍ من الكبْرياء
وها أنا اليوم أُراقص الفراغ بإبداع ... فلستُ العاشقة الوحيدة التي رقصَتْ حافيةَ القدمينِ على إيقاع "وجيع الخيبة"... ولستُ الوحيدة التي صفعتْها كفّ الزمن بمهارة حين فكّرت في احْتِساءِ دَمِ الوقت...
لم يَكُنْ حُبّي لكَ تخلّفا بل كان فقط مُختلًفا عما تعودتَ عليه فأصابكَ الإرتباكُ لدرجة انّكَ فقَدْتَنِي دُون أنْ تَنتبهْ !
فلا تقلقْ عَليّ وأنْتَ تنْدسّ في حقائبكَ وترْحل
لن يصيبني (منكَ) أكثرَ من (موتٍ) في روحكَ !
ولن أنسَى أن أقتني ذِكرياتٍ جديدة ، أزيّن بِها واجِهةَ ذَاكرتِي وجِدارات قلبي
وأتصدّقُ بذكرياتِنا القديمة على النّسيان
ولعلّ ذلك يشفعُ لي يومًا عند (صاحب الجلالةِ) ..الحب !