حاول أن تبتسم
محمد عميرة – القدس
تردّدتُ حين فتحتُ نافذة الخيال لأشمّ رائحة ياسمينة الجمال ، فما كان لها رائحة ، بعدما كانت رائحتها تعبق في الآفاق ، فيا لهفة ما بعد النزاع والفراق يا رفاق... شعبٌ محاطٌ بجدرٍ تساندُ جدُرا ... هي جدرٌ من إسمنت ، وجدرٌ من غدر ، وجدرٌ مطاطة من وعود برّاقة ، وجدر من كراهية وفرقة مما يزيد في بؤس وشقاء الأمة ، وبالرغم من ذلك تزداد درجة العصر والحصر لهذا الشعب الذي يعيش على شاطىء النسيان تلطمهُ أمواج الحدث كلما هبت ريح المصالح ، وليس لذنبٍ إلا أنه يريد العيش بكرامة كباقي الأمم ، فللنملِ وطن ، وللطير وطن ، وللورد وطن .
وبما أننا في موسم عصر الزّيتون المبارك ، فقد ازدادت درجة عصرنا برفع سعر زيته تقريبا للضعف عن العام السّابق ، فهل ظنوا أن للزيتون علاقة بالإرهاب لأن اسمهُ وَرَدَ في البيان ؟ وارتفعت أسعار الخبز كذلك ربما لأننا نغمسهُ بالزّيت ، حتى ارتوت عيوننا منه ، وبما أن للغاز علاقة فقد ارتفعت أسعاره للضعف .
هذا وبالرغم من عصر الرواتب المعلقة والخصم منها تحت مسمياتٍ شتى والتي هي رواتب شحيحة أصلا دون خصم .
وبعد هذا العصر إن شئتم احملونا وعلقونا على حبالٍ واقرؤونا كخاطرة معلقة ومعقدة .
أوَتظلمنا أوطاننا أم نظلمها حين شوّهنا معالم خريطتها العريضة الخضراءَ بريشة وهن ٍ حمقاء سوداء ؟
أوَنحفر مغاور تحت الثرى لأننا نرنو للثريا ؟ أوَنسكن القبور ربما فيها طعم الحياة ؟ أننتظرُ موسم أسراب الطيور المهاجرة فنتعلق بأرجلها لتلقينا في أي أرض ليس فيها ظلم أو تناحر وكلّ الأرض ملأى به ؟ إلى أين المسير ؟
حتى الهروب بشياهٍ إلى أطراف الجبال تحت الشمس عزيز المنال للنجاة من فتنٍ متتابعة يحارُ فيها الخيال .
ففي زمن نحن فيه على هذا الحال ليس لنا إلا الدّعاء لربّ الأرض والسماء أن يكشف الضر والبلاء ويغير الحال ، والحمد لله على كل حال ؛ فبالحمد قلوبنا تبتسم ، وجراحنا ولو قليلاً تلتئم .
صوّرتُ نفسي بنفسي
عبر مرآة أ ُنسي
حاولتُ أن يبدو سني
ببسمة من وميض أمسي