وا زينباه وا حرائر سورية
غرناطة عبد الله الطنطاوي
[email protected]
زينب.. لا ليست زينب.. لا بل زينب..
وما الفرق؟؟.. زينب.. أم فاطمة.. أم أسماء..
إنها فتاة في مقتبل العمر، ريّانة بماء الفرات العظيم، فوّاح عطرها كعطر ياسمين الشام، جميلة كجمال بردى، قامتها باسقة شامخة كشموخ جبل قاسيون، طاهرة كطهر تراب سورية.
عندها أحلام وأحلام وعندها آمال عراض لم تستطع بلوغ أيٍ منها..
اختطفها أزلام النظام من بين أحضان أسرتها الدافئة، كي تقع في أحضان الشيطان وبراثنه الحاقدة.
ما ذنبها؟؟
وما اقترفت يداها كي تقطع أوصالها إرباً إرباً؟؟
وما جنته حتى يحرق جلدها ويسلخ كسلخ الشاة؟؟
ما ذنب أمها حتى تبكيها دماًً؟؟
وما ذنب أبيها حتى تهدر كرامته عندما هدرت كرامة ابنته؟؟
وما ذنب أختها حتى تفقد صديقة صدوقة لها؟؟
وما ذنب أخيها حتى تمسّ رجولته؟؟
وما ذنب الشعب السوري حتى يُخدع بتمثيلية هزلية، حيث ظهرت زينب من قبرها، كما أظهرها التلفزيون السوري، كي يشكك بمصداقية الثورة والثوار والفيديوهات والفضائيات.
ولكنه وقع بشر أعماله، إذا كانت هذه الأشلاء ليست لزينب، إذن لمن تكون؟؟
قد تكون لفتاة رماها أحدهم من المريخ، أو جاءت من الفضاء الكوني، كما جاءت الثورة السورية.
وكيف أعطى هذا النظام البالي فتاة حيّة شهادة وفاة!!
وكيف تسلم السلطات جثة فتاة لغير أهلها؟؟
وكيف؟؟ وكيف؟؟
كفاكم استهتاراً بعقولنا..
إذا الشعب سكت عنكم لسنوات عجاف، فإنه لن يسكت عنكم طوال العمر..
فدم هذه الفتاة المسكينة تستصرخ نخوتكم ورجولتكم وعرضكم المستباح، يا رجال سورية الأحرار، تستصرخ قائلة:
وا معتصماه.. وا معتصماه.. وا أحرار العالم.. وا محمداه..