اصبروا وصابروا وقاتلوا يا أبطال حمص
فالنصر حليفكم بعون الله
د.عبد الغني حمدو /باحث وأكاديمي سوري
مع بداية الحملة الوحشية على حمص الأبية , فخاطبت من أعرف وكتبت راجياً العون لأهلنا في حمص , ودعوت الله لهم النصر والثبات , ونمت قلقاً على بركان الثورة السورية ومركزه حمص الأبية , ولكن الله أحب أن يخفف عني شيئاً من هذا الحمل الثقيل على ظهري , فلا عندي السبيل لدعم الثورة ولا الامكانية المادية والمكانية والجسدية , وكم تمنيت ان أكون مع هذا الجيل والشباب الثائر والأطفال تظهر عليهم البراءة وفي قلوبهم يحيا ويغرد صوت أبطال أمتنا على مر الزمان , وخولة والخنساء في ضمير وداخل بناتنا ونسائنا الحرائر .
وأغمضت عيوني وسرحت في ملكوت النوم
إنها حمص الحبيبة , أقف أرقب ثوارها وأبطالها من مكان عال في أحد أحيائها , تجمع أبناؤها كلهم , استعداداً للهجوم على أحد جنود الطاغية , لأنه مزق القرآن الكريم أمامهم , فأرادوا الانتقام لكتابهم العظيم , وكان الهجوم الأول ولكن قوات الغدر استطاعت صدهم , ومنعهم من التقدم , ثم قاموا بالهجوم الثاني , وتم صدهم مرة ثانية , ولكن أبطال حمص مصرين على الانتقام , ولم يتراجعوا عن مكانهم , فهم كالليوث وعزائمهم كالجبال , وشباب في مقتبل العمر , وثياب جميلة يلبسونها ووجوه ناصعة البياض تضيء المكان لتصبغه جمالاً على جمال , وكان الهجوم الثالث وتقدموا كأنهم كتلة بشرية واحدة تحطم كل شيء أمامها ,وهرب جيش الطاغية وانتصر أهلنا في حمص وكانت النهاية للطغاة .
صحوت من الحلم الجميل والثقة تملأ نفسي بأن الفجر قادم والنصر بعون الله هو الحاصل , وفرحت كثيراً لسببين :
1- أنني زرت حمص الأبية وشاهدتها بالعين المجردة , مع انني لم أزرها إلا مرتين في حياتي وكان ذلك قبل خمس وثلاثون سنة
2- شاهدت شبابها وثوارها ومجاهديها وصمودهم كصمود الجبال الراسيات أمام هؤلاء القتلة والغادرين , وكيف تحدوا كل قوة في سبيل الانتقام لكتاب الله العزيز هو القرآن الكريم , وأنا معهم في الخطوط الخلفية فمكانهم في الأمام لامكان لرجل عجوز مثلي , وهم في ريعان الشباب .
هي المعركة الأخيرة هذه وفيها سيسقط الطغاة وتعود شمس الحرية والاستقلال وتحرير البلاد , مركزها حمص الأبية , وروافدها كل المدن السورية الثائرة , هي بشرى كما أراها بفضل الله تعالى .
فاصبروا ياأغلى الناس على هذا الهجوم وقاتلوه بكل قوة , والنصر هو القادم وعندها سيفرح المؤمنون بنصر الله .