مرابع قريتي الجميلة

نايف عبوش

 كم  تبدو رائعة جدا مرابع قريتي.. فهي هدية الخالق العظيم للطبيعة الساحرة،ليكون بهاء مناظرها الخلابة، بضفافها المتوسدة نهر جلة الخالد،وتلال مشراقها الراقدة بإطلالة متأملة على دجلة الخالد، قبالة زابها المشاكس،والمساحات الخضراء المنتشرة على حافات النهر والزاب معا،إضافة إلى أسراب النوارس المحلقة فوق برك شواطئ دجلة بموجات متعاقبة،تزقزق بسيمفونية حب خالد،كيما تعطيها منظرا ساحرا،يبهر الألباب،بما تضفيه عليها من لمسات فنية،يعجز امهر فنان عن إبداع لوحة مناظرة لها،ذلك أن الطبيعة بجمالها الساحر، تبقى نفحة من نفحات إبداع البديع الخالق، الذي لا يمكن أن يجاريه في الإبداع احد من خلقه.

ولعل المتأمل زائرا أم مقيما، يشعر باستحسان واسع، عندما يتفسح في رحابها الموحية،مما يشجع على السعي، لتنشيط ثقافة السياحة والتأمل في ثنايا رحابها المترامية،والحفاظ على تراث القنص والصيد، وتنمية ذائقة الحس التراثي لدى الجمهور،الذي تهدده المعاصرة،بوسائلها المتنوعة،وتقنياتها المتعددة، بفضائها المفتوح بالانقراض.

 ولا جرم أن الأرياف،هي حواضر غنية بالموروث الشعبي. فهناك في   الأرياف،الكثير من معالم التراث التي اندثرت، واتى عليها الزمن، لكنها ظلت في الذاكرة الشعبية حاضرة بقوة، لدي الجيل الذي عاصرها..مما يتطلب من الباحثين في التراث، الالتفات إلى تلك المعالم  المنقرضة منها، والقائمة، والمبادرة لتوثيقها، بهدف الحفاظ على موروثها، قبل أن تأتي عليها عوادي الزمن، ويطويها النسيان.. فنخسر بذلك الكثير من موروثنا الشعبي، الذي هو جزء من الشخصية الحضارية لإنسان الريف، القادم إلينا من أعماق التاريخ.     

  على أن الحرص على توثيق الحال،وتحقيق الموروث بالتفاعل مع المخضرمين من أبناء الديرة،ولاسيما بعد أن توفرت الكاميرات الرقمية والفيديوية،سيضفى على كل حالة نكهة خاصة،ومزيدا من الروعة،حيث سيكون من حسن التوفيق، شاهد العصر الحي،لتلك الحقبة،من حياة القرية،التي سيؤرخ بحديثه عنها، حقيقة تلك المرحلة من حياتها بدون رتوش،وصولا إلى واقعها المعاصر، الزاهي بمعطيات التمدن والحداثة،قبل أن تأتي عليها عوادي الزمن،وتكنسها العصرنة بوسائلها المتعددة وتقنياتها المختلفة،في فضائها الإعلامي المفتوح، فتصبح أثرا بعد عين.