اعرف الحق قبل أن تعرف أهله

اعرف الحق تعرف أهله

أحمد حمودة / المغرب

[email protected]

كنت قد مررت بحال عصيبة في مطلع شبابي حين بدا لي البناء يهوي، والشكوك تعصف، والخلاف ينشر الأحقاد.. فانكببت على القراءة أشغل بها النفس عن الفتنة العاصفة، ووقع في يدي كتاب (باطن الإثم) للدكتور محمد سعيد رمضان البوطي، فكان البلسم الشافي لبعض ما بالنفس من الألم والحزن، وكان الكتاب باعثا على القراءة في كتب الرقائق لابن القيم وغيره، فنهضت من كبوتي وعدت إلى سعيي.. كان ذلك في نهاية الثمانينات من القرن الماضي ( 1979 ومابعدها)..

وها أنذا بعد زمن أرى صاحب (باطن الاثم) يقع في ظاهر الاثم، وصاحب أول كتاب في العربية هز بل زلزل النظرية الشمولية الماركسية يضحي بمكانته الدعوية والعلمية على مذبح الشمولية البعثية!!؟

وقد كنت أجد له عذرا قبل هبة الشعب السوري، أما وقد هبت الأمة السورية كلها تطالب بحقها المشروع، أما وقد سالت الدماء على أرض سورية، فقد تملكني حزن عليه وهو يقف إلى جانب الظلم والظالمين مدافعا وملتمسا المبررات، لقد كنت أحبه وكنت أهدي كتبه في سلسلة( أبحاث في القمة) للشباب المقبلين على الله... 

فوا أسفي عليه 

ويا ربي لك الحمد كل الحمد أن عرفتني الحق قبل أن أعرف الدعاة إليه...