كل الشعوب يمكن أن تتصالح فيما بينها ...إلا السوريين
كل الشعوب يمكن أن تتصالح فيما بينها...
إلا السوريين
علي الأحمد
وقّعت اليوم حركتا فتح وحماس إتفاقا تاريخيا لطي صفحة الخلاف الاليم الذي عصف بينهما لأكثر من أربع سنوات ، وفرح الجميع لذلك بسبب ما كان يمثله من صدع وشرخ في البنية المنهكة أصلا للكيان الفلسطيني الواقع تحت الالم والحصار والقمع الصهيوني .
وقبل ذلك بسنين طويله تصالح الفرقاء اللبنانيين واستطاعوا أن يشكلوا حكومتهم المنتخبه التى تمثل جميع الطوائف والاحزاب والفئات الاجتماعيه الفاعله على الساحه . وكذلك فعل السودانيون وتمكنوا من حل إشكال الجنوب والشمال بعد إجراء إستفتاء على إنفصال الجنوب بكل شفافية ونزاهه. وفي اليمن حصلت حرب اهليه عام 94 وطرد الجيش الشمالي قاجة عدن وبسطوا هيمنتهم على جنوب اليمن وأخضعوه لهم ، ولم يمر على ذلك الا فترة وجيزه حتى جلس الطرفان على مائدة واحده ووقعوا إتفاق المصالحه في الاردن حسب ما أذكر .
كل الشعوب مؤهله لان تتصالح فيما بينمها وتضمد جراحها وتنهض من كبوة أو إنشقاق أو خلاف ، ما عدا سوريه التى بقيت عصيّة على أي نوع من أنواع الوئام او الصلح بعد الاحداث المأساويه التى إجتاحتها في بداية الثمانينات ، وبقي النظام مصرا بلا هوادة إنه لا صوت في سوريه الاّ صوت البعث ، ولا مجال لاي نوع من أنواع حرية النشر او التعبير اللهم الاّ ما تنشره البعث او تشرين ، وبقي النظام صامدا وممانعا ولكن ليس في وجه اسرائيل العدو التاريخي ، ولكن في وجه الشعب المسكين المقهور .
نبارك لاخوتنا الفلسطينيين هذا الصلح المهم ، ونتألم ونأسف لما وصل اليه الوضع السوري المتفجر من سفك للدماء من قبل النظام المجرم الباغي الذي يقتل بدم بارد الشباب العزّل الطامح للحريه الذي عرف طريقه لها من خلال المظاهرات السليمه التى تجتاح الوطن كله كالسيل الهادر.