السفر إلى البعيد

السفر إلى البعيد

محمد عميرة – القدس

[email protected]

غالبا ما تكون الأحزان والمآسي هي التي تدفعني للكتابة ، والذي يُحزنني أكثر أنني مشتاق أن تكون السعادة هي التي تدفعني للكتابة .

حين أكتب حروفا على أرض الواقع فإنها تتشتت في نواحي نفسي ، وحين ألملمها أتيه في ترتيبها فلا تخرج اللوحة التي أردتُ تصويرها كما أردت ، ولا تسلني ما الذي شتتها ؛ فحالة أمتنا شتت كل الأشياء في كل النواحي ؛ لذا لما أكتب أنزع نفسي من ثياب جسدي هاربا ً ، أومسافرا ً لأبعد حافة ٍ في الكون ، فأرى أشياء لا يستطيع قلبي وصفها ، وكلما ابتعدت شعرت بالوحدة ، والهدوء ، فالسعادة ، ولما يكون ذلك يسبق قلمي فكري ، لكني ما ألبث أن أتذكر أصدقائي ، فأشتاق للعودة .

الخيال عالم ٌ واسع يكاد يكون باتساع الكون ؛ لكنّ الكون أعظم بكثير ، وحينما أبحر فيه أحمل معي فكرة برَقتْ في خيالي ، وأطير بها إلى عالم الخيال الفوقيّ ، فأصقلها حروفا ً على ورقة ، ثمّ أعود إلى الأرض برفقة بسمة ؛ لأوصل من بين الكلمات فكرة .

هذه المرّة حين سافرت إلى الهدوء بمركبتي الخيالية ذات السرعة الخيالية ألقتْ بي في الفراغ قريباً من سقف ِ سماء ِ الدنيا ، ويقال أنها أبعد نقطة سيصلها الإنس والجنّ معا ً مهما أتوا من علم ٍ وسلطان ، وقد لمسها الجنّ من قبل .

والكون يزداد اتساعا ً منذ خلقهُ الله ، لكن مهما ازداد خيالنا اتساعا ً فسيظل ّ مكانه بسبب سعةِ الكون التي لا يتصوّرها عقل ، وربما قرّبتْ لك السّنوات الضوئية فكرة اتساع الكون ، والدّالةعلى الخالق الواحد العظيم . 

لقد امتلأت حبا ً وإيمانا ً من هذه الرحلة الخياليّة ، وتذكرت الآية التي تقول :

( لخَلق ُ السمواتِ والأرض ِ أكبرُ من خلق ِالناس ِولكنّ أكثر الناس ِ لا يعلمون َ )، فانشرحتْنفسي .

فسبحان الخالق العظيم الذي لا ينبغي التسبيح إلا له .