ببساطة شديدة لا أريدكم

ببساطة شديدة لا أريدكم...

حسام خضرة

ببساطة شديدة  لا أريدكم، فقد أوقفتم عجلة الزمن لشعب كامل باسم المقاومة والنضال ونيل الحرية والاستقلال، وكلها مسميات لا أساس لها من الصحة، أثبتم فشلكم في قيادة شعبكم الذي كان قبل مجيئكم يضرب فيه المثل في البحث عن الحرية وتحقيق العدالة، أضحكتم شبابنا حين أردتم تكريمهم بعادتكم الفلسطينية ووضعتم لهم مجلساً للعجائز.

دمرتم جيلاً كاملاً، وها أنتم تسعون إلى تدمير الجيل القادم، بفكركم الهدام وشعاراتكم الزائفة، وعقلياتكم المتعفنة، التي لا تعي شيئاً غير لغة الولاء للأحزاب، والرفعة على أكتاف هذا الشعب، الذي تصفونه بالصامد في كل محفل ومكان، ونسيتم أنه لا هروب إلا للصمود فالعدو من خلفه وأنتم تقفون أمامه.

اعذروني فقد فاض بي الكيل، أناظر الناس فلا أرى أحداً يبتسم بصدق، أرى أهوالاً لم يعرفها تاريخ البشرية قط، وأستمع لقصص لا أعي ما يقول محدثها، فالأساس فاسد منذ أن كنتم تقتلون الناس قديماً بالسكاكين أمام المارة وتنعتونهم بالعملاء، والقاعدة مهترئة منذ أن أصبح يتحكم بشعبنا ثلة لا تعرف للإنسانية طريق.

قلوب زائفة لا تفعل ما تقول، شغلها الشاغل منصب هنا وصفقة بشرية هناك، والضحية واحدة؛ الشباب الذي لطالما غيب على أيديهم، الشباب الذي يدافع بتطرف عن هذا الحزب أو ذاك، الشباب الذي شاب قبل أن يشب، الشباب الذي قدم روحه رخيصة فداء هذا الوطن، الشباب الذي قتل والقادة جالسون في مناصبهم، الشباب الذي كسرت عصي أجهزة الأمن على أجسادهم، الشباب الذي يريدون منه أن يحفظ لا أن يفهم.

برامجكم السياسية هدامة منذ أن حولتم شعبنا من فكرة النضال إلى أفكار البحث عن رغيف الخبز، منذ أن قتلتم أبناء شعبكم في سبيل البقاء، منذ أن عزلتم نور الشمس بتسييرنا تحت الأرض، منذ أن نقضتم العهد عند الحجر الأسود، منذ أن بدئتم بنعت أبناء شعبكم بالكفار، منذ أن وضعتم الصابون في فم الأسرى في الثمانينيات لأنكم شككتم أنهم عصافير للاحتلال، منذ أن دفنتم عائلة كاملة في معسكر الشاطئ في ثمانينيات القرن الماضي، منذ أن أصبحتم تتهكمون على الشعب الذي منحكم الشرعية.

لا أريدكم بصدق فوجودكم أثقل كاهل الشعب، حديثكم لم يتغير منذ أن كان والدي طفلاً، حتى أن وجوهكم لم تتغير، النظرية ذاتها "الشباب هم الوقود الذي يحترق لعلوكم".

لكني أبشركم بشئ، فالجيل القادم بخير لطالما أنتم تحاربونه وتخافون منه فمن المؤكد أنه يسير في طريق الصواب،  وسيأتي اليوم الذي نراكم فيه إلى زوال، فالأفضل لنا أن نبقى بلا قيادة على أن نرى أمثالكم يصول ويجول في المحافل الدولية مدعياً أنه يمثل شعب فلسطين.

لا تعتقدوا أني أزاود على نضالاتكم وتضحياتكم، لكن ظلمكم أخفى ما كان يقل من عدلكم، وفسادكم غمر تشريفكم، واستغلالكم للشباب أسقط شعاراتكم الزائفة التي رفعتموها لجذبهم إليكم، فهم الآن يتجهون إلى حضارة جديدة تؤسس لكيان حر وإنسان عزيز في ظل بسمة لا تختفي من وجه البؤساء.