أنوار على الرصيف

محمد عميرة – القدس

[email protected]

نزعت نفسي من زماني ، وتسلـّـقت شجرة مكاني ، حيث إلى أعلى فنن ٍ فيها ؛ لأنظر كيف تمر أيامي من حيث أراها ولا تراني ... حيث كنت لا أراها وتراني ...

فإذا أنا لحظات تمرّ لا على طريق الحياة القصيرة ، بل على رصيفها الموازي لها ... وأمامي حاجز ما هو سراب يفصل الدّنيا عن الآخرة لا أعرف المسافة بيني وبينه ...

أنوار ملـّـونة أثناء العبور منها أرى يمينا وشمالا ... منها ما هو أنوار تسابيح ، ومنها ما هو أنوار تمجيد ، وحمد ، وتوحيد ، واستغفار ، وأنوار صدقات ، وصلوات ... ومنها ما هو أنوار الصـّبر على ما لا أقول ... بدا لي أن أجملها أنوار البلاء  ...

نزلت عن الفنن  محاذرا الفتن ؛ لأتابع السّير على الرصيف ، فقد بدا لي أنّ السّائرين عليه يتمتـّعون بالأنوار أكثر من الذين يسيرون على الطريق .