ذات الرّداء الأبيض

محمد عميرة – القدس

[email protected]

بلهفة المشتاق ... أزحت السّتارة عن زجاج نافذة الغرفة الشرقية المـُـطـّـلة على الوادي ؛ لإلقاء النظرة الروتينية ذات الأبعاد الخيالية ... فإذا ذاك الوادي وتلك التلال أمامي قد اكتست حـُـلـّة بيضاء تزيغُ العينين ِ من شدّة ذاك البياض واتساعه وهدوئه ... كأنما الأرض فتاة عذراء قد اكتست ثوب زفافها الأبيض احتفاءً بعرسها ... وكأنما يد السماء من غمامها وبغمامها ترشّ بلطفٍ الورد الأبيض والفراش الأبيض على ذا الرداء ... ومهما رشـّـتْ فلن يبدو الأبيضَ على الأبيض ... مما يزيد في ارتفاع الثلج على الأرض ...

حينما تأملت شذرات الثلج النازلة من السماء كانت تجمع بين اللطف والتـلهـّـفِ لعناق الأرض ببـَرْدِها في نزولها فيعكس ذاك العناق الدفءَ على نفسي والبسمة على شفتيّ والتعجـّبَ في عينيَّ ... زاد في حبوري وسروري شعوري بعهد ٍ قادم ٍ جديد ٍ ... ذلك أن ذاك الثلج الأبيض أبرق في خيالي صورة الحجيج بلباسهم الأبيض وقد أصبح مركز العالم وقلبه أبيضَ بهم ... فإذا كان القلب أبيضَ فإن باقي أعضاء الجسم تصبح بيضاء ...

وأبرقَ لي ذاك البياض كلمات كنت قرأتها ... بايعوه ولو حبوا على الثلج ...