يا الله... ما أحلى أن تكون حراً

محمد جادلله

بوريس بوايون , شاب فرنسي وسيم , يتحدث العربية الفصحى بطلاقة وبامتياز . عُيّنَ سفيراً

لفرنسا في تونس قبل ثلاثة أيام . وفي اليوم الأول لاعتماده سفيراً , اجتمع الشاب المُفوّه مع

وسائل الإعلام , وتحدث إليهم بغطرسة واستعلاء وتطاول على الثورة في تونس , وأهان الصحفي الذي انتقد موقف فرنسا من الثورة , ووبّخَ آخرَ سأله عن علاقة حميمة بين وزيرة الخارجية الفرنسية وأحد أقرباء الرئيس المخلوع بن علي .

في اليوم التالي نشرت وسائل الإعلام ما دار مع السفير الفرنسي الجديد .

خرجت مظاهرة بالآلاف – على الفور – تطالب برحيل هذا السفير . شباب ورجال ونساءٌ وعجائز

شاهدت لقاءً على قناة الجزيرة مع هذا السفير.

اعتذر السفير , وكرر اعتذاره , وأطال في اعتذاره . واعترف بأنه لم يكن دبلوماسياً في تصريحاته عن الشعب التونسي . تأسف لاستهزائه بالصحفي , وأسعفه قاموسه اللغوي في اختيار كل تعبيرات الأسف والاعتذار وتقديم الاحترام للشعب التونسي وثورته. وأكد أنه غُرّر به وأعطي تعليمات خاطئة , واعترف بأن بلاده لم تفهم التحول العميق الذي وقع في تونس الثورة .

سيداتي وسادتي : إذا الشعب الكريم تحرر , فإنه لا يقبل المساس بكرامته . إن الغرب تعوّد على التعامل مع العربي الذليل المهزوز والمهزوم . تفاجأ هذا السفير بإن تونس لم يعد فيها أمثال هؤلاء الأذلاء . وأن الناس في تونس هم التوانسة الذين لم يتعود هذا السفير وأمثاله التعامل معهم .

قالت سيدة ثمانينية : هؤلاء تعودوا على إهانة العربي , عليه أن يرحل – ديغاج -