وفاء الحيوان والطير للإنسان

د. حسن الربابعة

قسم اللغة العربية

جامعة مؤتة

[email protected]

شبه خاطرة

وردتني قصة وفاء طريفة عن صقر ذهبي صنعه جنكيز خان المغولي وفاء بصقره الذي كان يرافقه على ذراعه، فيصيد له ويأكل مما يصيده ويطعمه ، وذات يوم في صحراء عطش جنكيز خان فرأى نبع ماء فملأ كوبه ليشرب فانقض عليه الصقر ونزع الكوب من يده ثم ملأه أخرى فعاد الصقر واسقط منه الكوب، ولما حاول الثالثة قطَّ جنكيز خان رأسه بالسيف، وحزن على صديقه ثم نظر إلى بركة تنبع منها المياه، فرأى حية كبيرة متعفنة فيها ومسمومة، عندها ندم ولات حين مندم ، فعاد بصقره الذبيح وقرر أن يصاغ له صقر  من ذهب ، شعار وفاء . وقرأت عن وفاء أسد لصاحبه المصري في ساحة صراع إذ اخطأ الأسد فقتل صاحبه ، وشعر الاسد بحزن فلم يأكل لثلاثة أيام ، وتغيرت حاله ، ثم قضم الأسد ذراعه التي قتلت صاحبه ، وما هي إلا أيام حتى قضى الأسد حدادا على صاحبه ولي نعمته ، وفي كتاب الحيوان للجاحظ ان كلبا كان يرافق صاحبه فالتقاه مجموعة من أعدائه فأوقعوه في حفرة ثم هالوا التراب عليه ، فما كان من الكلب إلا أن حفر في الرمل حتى اخرج رأس صاحبه ثم بدأ بالنباح والعواء وكأنه بستنجد ببني الإنسان ، يركض نحو أعلى التل يعوي عواء مرا ثم يعود إلى أن صدف قدوم مارة في الطريق فلما رآهم اخذ يركض أمامهم إلى الحفرة التي فيها صاحبه فانتشلوه وعادوا به  إلى أهله . وقصة القطط التي عثرت على طفل  لقيط ، فتعاونت على إطعامه بكسرات  خبز كان يُرمى بها  إليها ، وهيأن له فراشا مريحا أحداهن تتمدد  تحت رجليه وأخرى تحت رأسه ، لتمنحه الراحة والدفء والحنان،  وأخرى تنظفه وثالثه تغني له  "تهرن عليه لتمنحه العطف الأبوي ،إلى أن عثر الإنسان  عليه فتعجب الناس من رحمة قطط أليفة بالإنسان ,. وقصة طريفة سمعتها عن رجل صالح من  الزعبية اسمه الشيخ علي ، كان يتجول في شوارع اربد قبل نحو نصف قرن من اليوم (2011م )وكان من ابرز واجباته أن يلملم ورق الجرائد مما يتساقط في الشوراع وكان يحمله على شكل "عبطات " الى خارج  مدينة اربد ويحرقها ؛حتى لا يلوث اسم الله العظيم أو أسماء الرسول الكريم اوما كان من قداسة لأسرار اللغة العربية ، وذات يوم وعلى عادته ،كانت معه محجان من لوز فمرت امرأة قروية على رأسها "عسلية"بها سمن تبتغي بيعه في مدينة اربد ، فلمحها الشيخ علي الزعبي ، فقال لها "ارمي هالخنزيرة عن راسك يا امرأة " "وضربها بمحجانه فسقطت العسلية عن رأسها والمرأة لا تصدق أن هذه تصرفات من شيخ يؤذيها ويسقط "عسليتها" التي هي رأس مالها فقالت "ليشهيك يا شيخ علي ؟ فقال انظري ما فيها وإذا بحية تحللت في جرة السمن.