أنواع الرجال
أشرف إبراهيم حجاج - إعلامي – القاهرة
رحم الله إمامنا الشهيد حسن البنا ؛ فقد كان يقول : " ... الناس رجلان : رجل يصنعه التاريخ ، ورجل يصنع التاريخ . أما الأول فهو ذلك الذي يعيش إمعة ، تطوح به الأحداث يمينا وشمالا ، ويستجيب لما يرضي غيره من الكبار ، وتبحث له عن رأي يعتد به ، أو كلمة طيبة لها تأثير في التربية أو السياسة أو العمل فلا تجد ، لأنه لا يعتمد على أصول ثابتة ، ومرجعيات ذات قيمة توجه الآخرين .
وهذا النوع من الرجال لا يمرون بأرضية التاريخ إلا كما يمر عاصف من الريح لا يستقر ، ولا يبقى ، وتسأل عنه فلا تجد له كيانا .
وهذا النوع قال عنه الإمام علي ـ كرم الله وجهه ـ أشباه الرجال ولا رجال ... وأشباح بلا أرواح .
**********
أما النوع الثاني : فهو " الرجل الفاعل " الذي يصنع الأحداث ، ويوجهها الوجهة الصحيحة المنتجة ، ومن ثم يصنع للأمة تاريخها القوي المؤثر . وهل صنع الأمم إلا أمثال هؤلاء الرجال الذين يرفضون التبعية ، والانقياد لذوي الهوى والسلطان ، وعبيد الدنيا وزخرفها ، وهؤلاء تجدهم أحرص الناس على حياة . وهؤلاء الرجال وأمثالهم هم الذين نقلوا أممهم من الظلمات إلى النور ، ومن الضعف إلى القوة ، ومن السقوط إلى الثبات والشموخ ، وعلى قمة هؤلاء الأنبياء والرسل والسلف الصالح .
وكأني بالإمام الشهيد في كلماته الموجزة متأثر بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة :
" ... فالناس رجلان : بر تقي كريم على الله ، وفاجر شقي هين على الله ، أقرءوا إن شئتم " يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ " الحجرات (13) .