تجربة قرش
يحيى بشير حاج يحيى
ماذا يفعل القرش عندما ينطلق من عمل اقتصادي تعاوني يتوخى الطرق الحلال ، بحيث لا يحيد عن منهج الإسلام في الكسب والتنمية ؟
سؤال نطرحه على تجربة سبقت وقتنا بما يزيد على ستين عاماً فنستضيء بوصية الإمام حسن البنا ـ طيب الله ثراه ـ لإخوانه وللمسلمين إذ يقول :
" أن تزاول عملاً اقتصادياً مهما كنت غنياً ، وأن تقدم على العمل الحر مهما كان ضئيلاً ، وأن تزج بنفسك فيه مهما كانت مواهبك العلمية .
وأن تخدم الثروة الإسلامية العامة ، بتشجيع الصناعات والمنشآت الاقتصادية الإسلامية ، وأن تحرص على القرش فلا يقع في غير يد إسلامية ، ولا تلبس ولا تأكل إلا من صنع وطنك الإسلامي " ..
من هذه الوصايا انطلق ذوو الدخل المحدود في عملية ادخار تبدأ بـ /25 / قرشاً شهرياً ، لتكون أول تجربة في العصر الحديث تثبت أن القرش النظيف إذا استخدم في مجالات الحلال الطيب ، يؤتي ثماره عشرات من الشركات والمنشآت التي تستوعب آلاف العمال ، وتدعم الاقتصاد الوطني ، وتدفع بعجلة التنمية بما يعود على المجتمع بالخير والرفاهية .
ولعل التجربة الرائدة تلك ، تعطي خير نموذج لما يمكن أن يؤديه القرش عندما يقع في يد إسلامية توظفه في الحلال لخدمة المسلمين فكان من ثماره رفع مستوى الإنتاج ، ودعم الاقتصاد ، وتكوين الشركات التي عرفتها مصر آنذاك ، ومنها :
شركة المعاملات الإسلامية ـ الشركة العربية للمناجم والمحاجر ـ شركة الإخوان المسلمين للغزل والنسيج ـ شركة المطبعة الإسلامية ـ شركة التجارة والأشغال الهندسية ـ شركة التوكيلات التجارية ـ شركة الإعلانات العربية ....
إنها تجربة رائدة انبعثت من دعوة رائد لا يكذب أهله .. فأي دور كان يمكن أن يؤديه لو أنها استمرت ، وبقي رائدها يستشرف لها الآفاق ......