أُوَدِّعً أَيَّامَاً مُدبِرَةً كَإِدْبَارِ الرَكْبِ في طَرِيقِ الذَهَابْ
أُوَدِّعً أَيَّامَاً مُدبِرَةً كَإِدْبَارِ الرَكْبِ
في طَرِيقِ الذَهَابْ
ماجد بن سليمان
أليس لي أن أهدر دم الإحساس على صفيحة الورق، وأبدد ثروة المشاعر المكبوتة تجاه أيامي وسنيني المنحنية كانحناء القوس العتيق، الذي كَلَّ منها صاحبه.
أليس لي أن أبوح للزمان عن جلدي وكَدِّي،لقد وثبت على حصان الصبر طويلاً وجاب بي أودية الحياة وقفارها، ولكن مالي أرى قوائم هذا الحصان تآكلت وضَمِرَت؟!، هل الصبر طريقٌ طويلٌ إلى هذا الحد!! ما أمرَّكِ يا صِفَةَ الصبر على صاحبكِ الشقيّ، وما ألذكِ حين تنقضي ساعاتكِ الثقيلة كثقل الجبال.
ها أنذا،أقف أودع أياماً مدبرةً كإدبار الركب في طريق الذهاب،وأستقبلُ أياماً مقبلةً كضيفٍ لا يُعرَفُ نسبه وأهله، أيستحق هذا الضيف أن أخشاه كل هذه الخشية، أم أنني رجلٌ اعتاد الحَذَرَ والتَقَصِّي في غالب حياته.
أهلا به من ضيف يحمل وجهه البشائر والفواجع، فهي أيامٌ لابُدَّ لها أن تفتح لي صناديقها، وتكشفَ عن وجهها المنزوي خلف قناع القدر الذي لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى.