أم جبر اوشاح أم الأسرى الفلسطينيين
وأم للشعب الفلسطيني
تحسين أبو عاصي
– غزة فلسطين –
أم جبر اوشاح أم نضال فرحات ، وأم محمود العابد وأم احمد حلس ، وأم محمد الجرو ، والأم اللبنانية التي استشهد ثلاثة من أبنائها وتمنت أن تملك غيرهم لتقدمهم شهداء في سبيل الله ، وأمهات أبطال الشهداء والأسرى والجرحى اللواتي يعملن بصمت ويسطرن الأمجاد والبطولات من أجل تحرير فلسطين ، هؤلاء النساء الخالدات اللواتي دخلن التاريخ وسطرن بتضحياتهن الملاحم .
كانت كل أم منهن مدرسة متحركة ، تلتقي من حيث الهدف الأسمى ، مع دلال المغربي ، بل مع كل قطرة سالت على أرض الوطن السليب .
أمنا ووالدتنا الغالية أم جبر : خمسة عشر عاما وأنت تتعالي على مرضك وآلامك ، وتخرجي من بيتك قبل الفجر لزيارة ابنك سمير القنطار وتعودي في عتمة الليل، ينتقل قلبك الكبير الحنون معه في باستيلات العدو ، ترضعيه كل حنان وعطف ، وتقدمي له كل خدمة ورعاية ، وتقسمي بالله وأمام شاشات التلفزة أنه أغلى على قلبك من ابنك المناضل جبر ، وتسيل دموعك على وجهك الكريم أيتها العجوز العظيمة ، لم تبخلي عليه بشيء مطلقا لحظة واحدة رغم مرضك وشيخوختك وهمومك ، تخطيت كل المعوقات والصعوبات من أجل أن تقري عين المناضل الكبير سمير القنطار ، وأرسلت للعالم كله أبلغ الرسائل : أن هكذا هي الأم الفلسطينية ، بوفائها وإخلاصها وتضحياتها .
أيتها الأم العظيمة : لقد سكنت في قلب ابنك جبر وقلب ابنك سمير . وأنت الآن تسكنين في كل القلوب والعقول والمهج والمقل من شرفاء وأحرار العالم .
لقد أبكت دموعك الفرحة التي شاهدناها من خلال وسائل الإعلام ، عيون الكثيرين من الرجال والنساء ، لتجعلي من دمعك مدادا يمتزج بمداد الدم ، يكتب صفحة جديدة مشرقة من صفحات العز والوفاء في تاريخ شعبنا .
أمنا ووالدتنا الغالية كم كنت أتمنى أن أقف بين يديك منحنيا أمام عظمتك ، أقبل رأسك ويديك الطاهرتين .
إن شعبا يملك مثلك ومثل أم نضال فرحات ، وأم محمود العابد وأم احمد حلس ، وأم محمد الجرو لن يتلاشى ولن يذوب مطلقا بإذن الله تعالى ، وختاما ليس لنا إلا أن ندعو الله لك بطول العمر وبالصحة والعافية أيتها الخالدة .