غصَّ قلبي
غصَّ قلبي..
ضحى عبد الرؤوف المل
وردة الضحى
غَصَّ قَلبي وأنا أشْعل شَمعة عُمر جَديد بَعد أن جَفَّ الورد مَنذ رحيلك
فَقد غامَت أحزاني ورسمَ الهمُّ عَلى جَبينك خطاً كأنَّه فَصل بيني وبينكَ
أبداً ،بعد أن أثقَلت السنون أوجاعي ،وتَركت حِملَها على أكتافي ،فَشعرت
كأني عَجوزا ًبثوب طِفلة لَم تتخطى عَتبات عُمر الزهور فانتحى الدهر
ناحِية بَعيدة عَني وتَركني أركُل السنوات وأنا أتأمل أعشاش دوري قَد
بَقيَ على غُصن مُزهر أو غَيمة سَحرها مَنظر الشمس فَوقفت أمامها في شِتاء
قارس أو عَريشة تَلتف أوراقَها وتَمتلأ مما لذَّ وطاب !...
فكل هذا حين أراه!...
أتذكَّر كَلماتك التي أنحني لها الآن والتي تَتركني أقِف أمامها كالواقِف على
الأطلال أتذكَّر قولك :"أنا حُبي صادق فقد إنبثق من منابع روحي وأشرَق كفَجر
ربيع شاخ معه الزمن وأنا أقِفُ أمامكِ كسنديانه هرمة مَغروسة في أرض حبكِ
وتمتدُّ فروعها وتَقوى غصونها وهي ترى أمامها عروساً ملائكية لا تنحنى لزوابعٍ
ولا تتمايل لعواصف هوجاء.."
آ
آه من كل هذا ومن كُل الذكريات التى تتوالى في يوم مَولدي والذي لم يذكُره
إلا أنت ،فورودك الجافة داخل كِتابي قد عادت للحَياة في هذا اليوم !...
وها أنا أحضنها لعلَّ الذكرى تَعود مُتألقة مُشرقة كالنور الخافت المُضىء الذي
يخرج من قلب يَتأوه ....
فحُبك هو الحُب الحقيقي الذي نمى وأرسلَ أريجهُ الفَواح وقَد كان مُحاطا ًبأشواك
قاسية لكنك وفي هَذا النهار ورغم رحيلك مَلأت فضاءاتي عَبقاً وأريجا قد أنعش
لحظة قد ولدتُ فيها عِند الضحى لكن قد غصَّ القلب وأدمَعت العين وهي تَنتظر
وردة حمراء يُرسلها محب يقِف على أسواري....
التاريخ
يوم أشرقت الضُّحى في يوم مَولدها
وفي يدها وردة قد جفَّت منذ رحيلك