من روحها الأملُ
من روحها الأملُ ..!
جُمان يوسف النتشة
طالبة في كلية الطبّ - جامعة القدس
في لحظات الغروب .. حيث تتكاثف أشعة الشّمس مودّعة النّهار راحلة ً إلى مخدعها ؛ تتكاثفُ سحائبُ الحزن في صدر الدّنيا، إذ يُعلن النّور فراقاً .. ويعلن القلبُ بداية الشوق للسّنا !!
وما إن يختفي العرش الذهبيّ عن مملكة السماء .. حتى يتجلّى القمرُ بنوره الفضيّ في حلكةِ الدّجى ، فيتربع على العرش .. ويبثّ لمساته الحانية إلى الأرواح الملتهبة .. والقلوب المنتحبة .. فيطفئ جمرها ، ويُسكن ما اعتمل بها من ألم!
وما نورُ هذا الطالع البهيّ إلا من نور تلك المسافرة الوضيئة.. وما وجوده إلا ليقولَ للآلمين بغيابها : إليكم أطيافٌ من روحها .. تمدّكم بالأمل حتى يأذن الله باللقاء .. فأنا فيكم ، وهي فيّ بروحها .. تبشركم بأن لا بدّ لها من شروق ٍ جديد!
والشمسُ في حساب الزمن هي تلك الضفائر النوريّة ، لكنّها في حساب العقل كالحقيقة الكبرى التي يُبنى عليها الوجود ، حقيقية أنّ الأرضَ ـ كلّ الأرض ـ لن تشرق إلا بانبعاث شعاعات الحقّ ، وارتفاع راياته خفّاقة ً في سماء الكون .
والقمر في ذاك الحساب هو تلك الخيوط الفضية الرقيقة الحيّة .. التي ينبعثُ من أطيافها الحبّ وتترسّل الحياة ، ولعمري ما هي إلا كخيوط الأمل أنتشقها من خيوطٍ ـ هي كذلك ـ رقيقة حيّة ، تترسّل من قلوبٍ طاهرة ، محمولة ٍ في صدورهم المؤمنة .. مشرقة بنور الحقيقة فيهم ، وما لها من نور سواه ..!
إنها قلوبٌ أحَـبّـتنا وأحببناها في مشارق الأرض ومغاربها, نعيش فيها وتعيش فينا, قلوبٌ تتقلبُ في أتون المحنة .. نذوبُ كمداً لأجلها .. وترى فينا سيف الخلاص! إنهم أولئك الذين تهدِم الأمة ويبنون ! .. تتهاوى أحلامُ الأمة فتهون، وتتعالى آمالهم وعزائمهم؛ فيرتقون .. برغم جراحاتهم ونزفهم ، برغم احتلاك ليلهم .. وظلام سمائهم ، برغم العاصفات العواتي : يرفعون رؤوسهم عالياً .. ويحتسبون!
فآه لهم! .. وطوبى لهم! .. وسلامٌ عليهم!
من وهج عزائمهم وثباتهم تتلمّس نفوسنا الأمل .. فتشرق حباّ ، وشوقاً ، وإيمانا : بأن الحقيقة ما زالت روحاً ترفرف بالنور والحياة ..
إي والله !! إنها لم تمُتْ !! ولن تموت ..!
وستنشرُ جناحَ نورها الكبير مع الشمس العائدة من جديد .. لتملأ الدّنيا ضياءً وحبّاً ... وحياة!
فيا باغي الخير : أقبل!
كما أودّ أن أسألكم عن إمكانية نشر الصورة المرفقة معها تعمق المقصود وتوضح المدلول
ودمتم في حفظ الله ورعايته