من الخيال إلى الواقع

كاظم إبراهيم مواسي

-خاطرة ليست ذاتية بالضرورة-

كاظم إبراهيم مواسي

[email protected] 

www.kazemmawassi.blogspot.com

التشبيهات على أنواعها ،هي عنصر أساسي في الشعر العربي على وجه الخصوص، فالخد ورد ،والوجه الجميل قمر ،والإنسان الشرير غول أو شيطان ،وهكذا نجد أن لا حدود للتشبيهات ،ما دام وجه الشبه موجوداً كالجمال والقبح وما إلى ذلك من صفات .

حقيقة ، التشبيهات تشغل العقل الإنساني وتعتبر رياضة ذهنية عند استعمالها في الحزازير أو الفوازير ،لكنها خروج من الواقع إلى الخيال ،ولا ضرر في ذلك ،اذ ان الخيال في كثير من الأحيان قد يوصلنا الى اختراع أشياء جديدة .وهذا النوع من الخيال هو خيال ايجابي ومحمود.

أما أن نتخيّل ،أموراً،أشياء،أقوالاً ،أفعالاً،ليس لها أساس من الواقع فهذا هو الخيال السلبي أو "الأوهام".

عذراً على هذه المقدمة ،فقد أردت التحدث عن أوهامي التي صحوت منها مؤخراً وقد رافقتني كالحلم الجميل زمناً طويلاً.

أحد هذه الأوهام وأكثرها غلبة ،هو أن اصبح رئيساً للبلدية في مدينتي .صحيح أن بعض الأشخاص يشجعونني أن أواصل هذا الحلم إلا انني قررت التنازل عن هذا الحلم لعدة أسباب :أولها أن مؤهلاتي لا تؤهلني أن أدير البلدية بنجاح ،وثانيها أن للناس آراء سلبية كثيرة عن سلوكي ،وثالثها أن في المدينة مرشحي رئاسة محبوبين وأنا لا أحظى بالحب الذي يحظون،ورابعها أنني لم أقبل لنفسي شراء ذمم المصوتين حتى لو ملكت أموالاً طائلة ،وخامسها أنني أكتشفت أنني لست أفضل ما خلق في هذه ِالمدينة ولست سوى انساناً عادياً.

أحمد الله أنني تخلصت من أوهامي كلها ،وأدعوه جل شأنه أن يوفقني في حياتي بحيث أكون عاملاً منتجاً ،وأباً ناجحاً ،وزوجاً مثالياً ،وهذا يكفيني.