بعيداً عن السياسة
بعيداً عن السياسة
مروان قدري مكانسي
وتطل علينا الذكرى الأليمة ، الخامس من حزيران ، يوم أن ضاعت فيه كرامة العربي و أتتبع المحطات الفضائية ، وصفحات النت ، لأرى نكسة أخرى في إعلامنا ، جلُّ القنوات المحسوبة على التيار الوطني تجاهلت المناسبة ، والبعض الآخر ذكرها على استحياء دون أن يبثَّ في المشاهد روح الإباء والشموخ .
وأطير بذاكرتي إلى قول كان قد ذاع عقب الكارثة ، وجدنا أنفسنا مضطرين لحفظه وهو : ليس عاراً أن ننكب ولكن العار كل العار أن تحولنا النكسة إلى قطعان ...
ومع تحفظي على كثير من مواقف القائل ، لكنني كنت أطرب لكلمته ، وأتمنى أن أرى ترجمة صادقة لمقالته على أرض الواقع .
وساءلت نفسي : هل صحيح ما ذهب إليه ذاك القائد الملهم ؟
وجاءتني الإجابة سريعاً : الحرب كرٌّ وفرٌّ ، فقد تخسر جولة اليوم وتكسب أخرى غداً وبحثت عن الغد فلم أعثر عليه .
بحثت عن مكاسب الأمة العربية منذ تاريخ الوكسة وحتى اليوم فلم أجد ما يرفع الرأس أو يبهج القلب أو يريح الفؤاد أو يعوض ما خسرناه ، أو يرجع لنا بعض الكرامة التي أُريقت على عتبات التاريخ .
ولما كنت قد طلقت السياسة ثلاثاً قبل أن أدخل فيها ، أجد نفسي مرغما على الكفِّ في الخوض في مثل هذه الموضوعات ، بيد أني من بني يعرب ، وأتطلع إلى يوم تشرق فيه شمسنا فلا تغيب ، وتبرز فيه كرامتنا فلا تزهق ، وتجلجل فيه أصواتنا بالحق فلا تسحق ، وترتفع فيه رايات حريتنا فلا تشنق ، ويندحر فيه عدونا فلا يقوى على إذلالنا مرة أخرى .
فهل في كلماتي هذه سياسة لا سمح الله ؟؟
أم أننا رضينا أن نكون قطعاناً تسوقنا المخاوف والشهوات ؟