هل أجسامنا مكب للنفايات ؟!! ...
لبنى شرف / الأردن
قل لي ماذا تأكل ، أقل لك من أنت وكيف تفكر !! لطعامنا تأثير في تفكيرنا وسلوكنا ، فلماذا نجغل أجسامنا مكبا للنفايات ؟ نحن حقا جعلناها كذلك ، فنحن نأكل النافع والضار ، الغث والسمين ، ما نحتاج وما لا نحتاج ، وحتى النافع والمفيد نأكله بلا حساب أو ميزان ، فلماذا هذه العشوائية ، وهذه اللامبالاة ؟ أليس لأبداننا علينا حقا ، فلماذا لا نتقي الله فيها ؟ لماذا لا نتقي الله فيما نأكل ؟ ولماذا لا نتقي الله في أطفالنا وما يأكلون ؟ أمانات سنسأل عنها يوم القيامة ، أحفظناها أم ضيعناها .
هل أصبح الآن شغلنا الشاغل ماذا نأكل ، ومتى نأكل ، وكيف نأكل ، وكم نأكل ..؟ أسئلة مهمة ، ولكن .. هل هذا جل تفكيرنا في حياتنا ؟ هل نحن نعيش لنأكل ، أم نأكل لنعيش ونقوى على عمارة الكون بإقامة شرع الله فيه ؟
قلنا بأنه يجب علينا أن ننتقي طعامنا بطريقة سليمة وصحيحة ، ولكن هذا لا يعني أن يكون الأكل هو شغلنا الشاغل في حياتنا ، فلابد من الاعتدال في كل شيء ، دون إفراط أو تفريط .
ثم هل نحن نتحرى الطيب الحلال حتى نبعد أجسامنا عن النار ، وحتى يستجاب دعاؤنا – كما قال عليه السلام - ؟ وهل نتحرى الطعام الخالي من الإضافات الغذائية – كالمواد الحافظة والملونة .. - ؟ فالطعام الذي خلقه الله كما هو دون إضافات هو الأنسب لجسم الإنسان ، والأقرب لطبيعته .
كم من الأوقات تصرف في شراء وتحضير الطعام ، ومتابعة برامج الطبخ وصناعة الحلويات ، وكم من الأموال تنفق في سبيل ذلك ، وفي شراء كتب الطبخ ، لماذا كل هذا ؟ أوقات تصرف ، وأموال تنفق ، أنحن بحاجة إلى كل هذا ، أم أننا تجاوزنا الحد – حد الاعتدال - ، وأضعنا الوقت ، وأسرفنا في المال ؟ .
نحن كما قلت نأكل لنقوى على أداء مهمتنا التي خلقنا لأجلها ، ولم نخلق لنأكل ونأكل ... ونأكل !! ، أمر يحتاج منا إلى إعادة نظر .