لم هذه السلبية
لم هذه السلبية ؟!
لبنى شرف / الأردن
يعمد البعض إلى انتقاد الآخرين والتقليل من شأن إنجازاتهم ، ولكننا في نفس الوقت لا نرى لهؤلاء أعمالا أو إنجازات على أرض الواقع ! ، فما السبب يا ترى وراء ذلك ، ولماذا هذه السلبية عندهم ؟! .
أنا أرى بأن أحد الأسباب القوية وراء هذا السلوك هو أن بعض هؤلاء يمتلكون طاقات ، ولكن أحدا لم يسلعدهم على استخراجها وتفعيلها بشكل إيجابي في سبيل نهضة أمتهم ، لذلك بقيت مكبوتة ومهدرة ، فولدت السلبية عند أصحابها ، والمسئولية تقع – من وجهة نظري – على جهات ثلاث .
أولى هذه الجهات هي البيت الذي نشأ فيه صاحب هذه الموهبة ، فبعض الأسر لا تهتم باكتشاف وتنمية مواهب أولادها وتفجيرها في وقت مبكر ، مما يؤدي إلى تأخر استفادة الأمة من صاحب هذه الموهبة ، أو ربما لا تستفيد منه أصلا ببقائه منعزلا عن تيار الحياة . كما وأنها لا تعينهم ولا تساعدهم في اصطحاب ذوي الهمم العالية ، فالصاحب ساحب ، وأخلاقه تعدي...
اصحب الأخيار تعلو وتنل ذكرا جميلا
صحبة الخامل تكسو من يؤاخيه خمولا
وثاني هذه الجهات هي الشخص نفسه صاحب هذه الموهبة والطاقة المكبوتة ، فأحيانا تكون المشكلة فيه هو نفسه ، لكسله ،وعدم صدقه في الأخذ بالأسباب ، اعتمادا منه على الأماني والأحلام ...
أيا صاح ! هذا الركب قد سار مسرعا ونحن قعود ما الذي أنت صانع؟
أترضى بأن تبقى المخلف بعدهم ؟ صريع الأماني ، والغرام ينازع
أو لعدم كونه من ذوي الهمم العالية ، أو لكونه يئوسا متشائما ، فإذا سد في وجهه باب اسودت الدنيا في عينيه ، وجلس في داره حزينا ، لا يعيد الكرة إلا بعد وقت طويل ، وكل هذا من عمره وعمر الأمة !! ..
أفنيت يا مسكين عمرك بـالتـأوه والحـزن
وقعدت مكتوف اليد ين تقول حاربني الزمن
مـا لـم تـقم بالعبء أنت فمن يقوم به إذن
وأما الجهة الثالثة فهي المجتمع ، فبعض المراكز والجمعيات والمؤسسات ... ليس لديها ذكاء أو حكمة في استخراج أحسن ما عند الأفراد من طاقات ومواهب وكفاءات ، بل إنهم في كثير من الأحيان يثبطون ذوي الهمم والمواهب ، مما يجعلهم ينفرون من العمل معهم !! .
هذه برأيي أهم الأسباب وراء تلك السلبية التي ذكرنا عند البعض ، وإن لم يعط كل موهوب حظه من الاعتناء والدعم ، فسيبقى بعيدا عن مسرح الأحداث ، والأمة اليوم أحوج ما تكون لكل طاقة عند كل فرد منها ، فهل من مستبصر أو عاقل حكيم؟! .