كالملاك وأجمل
رؤى الأديب
في وسط الهموم ، وبحر الغموم , ودنيا يكدر صفوها
الغيوم ... تلك التي لا تريد أن تنقشع عن سمائنا أبداً ؛
هي ليست بغيوم الخير .. بل سحبٌ سوداء قاتمة ؛
مثقلةٌ بالكره والأحقاد .. مشبعة بالخيانة والكذب ..
بالزيف والنفاق .. بالمكر والغدر .. بالأنانية والخيلاء ..
بالتصنع والرياء ..
تلبدت سماء دنيانا بها .. توشك تلك السحب أن تصعق
أجواءنا بصاعقة البؤس والشقاء ..
وتزلزل أركاننا برياح الغدر والحقد ..
وتكسر قلوبنا بِبَرد الخيانة والمكر ..
وتزهق أرواحنا بالخوف والذعر من القسوة والظلم ..
وقبل أن يستفحل اليأس بنا من هذه الدنيا ..ونكره العيش فيها ..
تسطع شمسهم .. وتشتت سواد السحب ..
وتبدد مظاهر العاصفة الهوجاء ..
فتعود السماء صافية زرقاء..
تتخللها أشعة ذهبية ..وأنوار لؤلئية ..
تبعثر ما ألم بنا من يأس وحزن وألم ..
وتقذف به بعيداً بعيدا..
فتشرق فينا ابتسامة الأمل من جديد.. وتحلق طيور التفاؤل ..
تجوب آفاقنا مغردةً أعذب الأغاريد ..
فهل عرفتم في سمائي شمس من سطعت ؟
ولهمومي وأحزاني بددت ؛ ولفؤادي ملكت ؛
ولفكري وعقلي سحرت ؛ وفي قلبي الأمل زرعت ؛
وفي دنياي الفرح نشرت ؛ ولورود حبي أزهرت و أينعت ؛
ومن أجمل العبير نثرت ؛
إنــهــا " شمس الطفولة "
منبع النقاء والعذوبة، رمز البراءة و الطهر
مثال الصفاء واللطف، أحباب القلوب ونبضها ..
هم بلسم للروح ؛ وشفاء للجروح ؛
نظرة في وجوههم .. تذهب الهموم والأحزان..
تنسيك الدنيا بأسرها ..جمالهم يأسر الفؤاد ؛
رقتهم تداعب الروح ؛
ضحكاتهم العذبة تدغدغ القلب ؛
هم من الطهر أطهر ..و من النقاء أنقى .. و من الصفاء أصفى ..
لا يفقهون الغدر ..
ولا يعرفون للؤم والحقد والحسد معنى ..
لم يُلَوَّث طهرهم بغيبة أو نميمة أو ضغينة ..
فهم لا يزالون " أطفالاً أبرياء "
لا ينتمون إلى ذلك العالم الموحش المرعب ..
دنياهم صغيرة محدودة ؛ بريئة جميلة ؛
تأمل كيف يجلسون ..وبأي شيء يلعبون ..
وحول أمهم يلتفون .. ومن حنانها ينهلون ..
كم أحب البقاء بقربهم ؛أمتع ناظريّ بجمالهم ؛
أداعبهم .. وألهو معهم ؛ أراقب عفوية حركاتهم ؛
أستمع إلى عذوبة ضحكاتهم ؛ و نعومة أصواتهم ؛
هم محور الجمال في هذه الحياة ..
ومصدر الفرح .. ومنبع الابتسامة والسعادة ..
كم أتمنى المكوث بجوارهم ..
كي أظل محاطة بطهر عالمهم وبراءتهم ..
فالطهر والبراءة في دنيانا ، نحن الكبار
أوشك أن ينعدم ..
والصدق والنبل قلما يوجد في هذا الزمن ..
والحب والنقاء بات ينضب يوماً بعد يوم ..
أيا ليتنا أطفال بأرواحنا ؛ بريئون بطهرنا ونقاء سريرتنا ..
صادقون بحبنا وقلوبنا ..نحب الخير للجميع ..
ونكره الشر للغير كما نكرهه لأنفسنا ..
ندافع عمن أحببنا بكل ما أوتينا من قوة ..
كالطفل يدافع عما يحب بسلاحه القاهر *الدموع*
فهو أقوى طاقاته .. ودليل عظيم على مدى حبه ..
ونفدي أحبابنا بكل ما نملك من غالٍ ونفيس ..
ولا ننسى ذوي الأفضال علينا ؛
فلولاهم لما كنا ؛
رباه طهر أرواحنا ونقِّ قلوبنا
واكشف حجب الظلام عن بصيرتنا
واجعل الخير محالفاً لنا ، و أنِرْ دروبنا
واغفر زلاتنا ، وسامحنا وتب علينا
حتى نعود كما في الماضي كنا " أطفالا كالملاك وأجمل "