نساءُ غزَّة . .
نساءُ غزَّة . .
لا يَغُرُّّهُنَّ الثناءُ . . .
فاطمة فاروق مشوح
خرجن معتزاتٍ بكرامتهن ، فخوراتٍ بإسلامهن ، عابراتٍ لحدودٍ أغلقها الصديق قبل العدو، كاسراتٍ لقيود الصمت والجبن والمهانة ، قابضاتٍ على جمر الحرية والمبادىء ، تزهو كلُُّ واحدةٍ منهن بزيها الإسلامي الأصيل ، وترنو إلى شمس الحرية التي حجبها ضباب ذلك اليوم وسحبُه، لسان حالهن يقول:
وأين من كانت الزهراءُ أسوتَها ممن تقفت خطى حمالة الحطب
هما سبيلان يا أختاه ما لهما من ثالثٍ ، فاكسبي خيراً أو اكتسبي
سبيل ربك والقرآن منهجه نورٌ من الله لمٌ يُحجب ولم يغبِ
ففوجئن بخراطيم المياه ، مياه النيل العظيم الذي يروي شعباً ما فتأ يدافع عن كرامة الأمة... لاتعذلوهن ؛ فمنهن أم الشهيد ، وزوجة الجريح ، وأخت المريض ، وبنت الأسير . لاتعذلوهن ؛ فإنهن ظامآتٌ مقهوراتٌ يحلمن بالحرية .
إذن ، وبهذه الخطوة الجريئة قامت المرأة الفلسطينية في غزة بكسر حاجز الصمت والذل لتثبت لجميع أخواتها النساء في عالمنا العربي والإسلامي أنّ المرأة تستطيع صنع المستحيل وتستطيع تخطي الصعوبات والعقبات بالأرادة والتصميم ، وبيقينها أولاً وآخراً بنصر الله عز وجل .
فهي جنباً إلى جنب مع الرجل في ميدان الجهاد والمقاومة بشتى أنواعه ليس فقط بتضميد الجرحى والوقوف إلى جانب المرضى والدعاء للأسرى ، وإنما بالتخطيط للعمليات الاستشهادية وتنفيذها . وقد شاهدنا عدداً من الفدائيات اللاتي نفذن عملياتٍ استشهادية في كافة أرجاء فلسطين المحتلة .فللمرأة الفلسطينية العزيزة كل الحب والاحترام والدعاء ، فهي محضن الرجال الأول ، وقلعة حصينة من قلاع الدفاع عن الأمة ، ورمزاً من رموز الفداء والتضحية تجود بأبنائها واحداً تلو الآخر.. أملاً منها بعودة الأرض المقدسة .
وللمرأة الفلسطينية أيضاً أن تطمئن إلى تعاطف أخواتها المسلمات في كل مكان معها ، وإعجابهن بشجاعتها وبسالتها وفخرهن بها لأنها لم تُخدع بقولهم حسناءُ ...