تاتا
تاتا ...
عبد الواحد محمد
كلمة لها كثير من عجب ( تاتا ) وهي تتحرك في رأسك كالنمل الأبيض الذي لم نعتد أن نراه في عالمنا الذي ملآته الظنون نحو الرغبة بتخطي حاجز المتر الواحد
كلمة لها كثير من عجب ( تاتا ) وهي تتحرك في رأسك كالنمل الأبيض الذي لم نعتد أن نراه في عالمنا الذي ملآته الظنون نحو الرغبة بتخطي حاجز المتر الواحد لعدة اسباب بعضها منطقي والآخر فلسفي من النوع الذي يرتطم بعقول من يحسنون تبديل الأوراق وقت الأزمات ؟
نمل أبيض يتحرك في فناء منزلي الذي هجرته منذ زمن لعلني أظفر بمن يعيد لي جزءا من حقيقة وجودي ولم تفعل لكونها تعيش بنصف عين مفتوحة والأخري نائمة علي طول الخط، هذا هو الخط الهمايوني في لعبة الأوراق وعودة نفس اللغة القديمة التي يتكلم بها بعض المتيمين برؤية النمل الأبيض داخل الحدود ؟!
وتركت الأمر وتفرغت لمتابعة ما يحدث اليوم عبر الفضائيات التي تنقل الحدث الأكثر قسوة وهو عرقلة قافلة الحرية عن أداء مهمتها الإنسانية لنصرة أهل غزة المحاصرين في معتقل كبير من فلسفة النمل الابيض علي طول الخط !
وتوجعت وتآلمت علي أحوالنا وعلي ما وصلت له آفات مستحدثة من الاعلام التي تؤكد علي خلو البحر من النمل الأبيض تحت دعوي ظالمة وكاذبة لم ترعي قيمة البشر حتي هذه اللحظة !
وتصور عدساتها علي ان الأمر ( القرصنة بحرية ) علي أنه نداء طبيعي لرد عدوان أسمه ( قافلة الحرية ) وهنا تأكدت أن الفلسفة التي لم تصنع عقول ليس لها وجود ؟
وتحسرت علي الزمن الذي أفسد كل بقايا عهد لم نر منه غير الرفض الظاهري والموافقة الداخلية علي سياسة تلك الفضائيات التي تجردت من المعني وتحولت إلي ما يعرف اليوم بصناعة الجسد العاري !
فهذا هو الفن الذي يضمن مزيدا من كسب الأموال دون مشقة وصدام مع النمل الأبيض الذي يفتح لكثيرون من ما نطلق عليهم صناع الجسد العاري (مبدعين بلغة )عصر جديد بل قادرين علي علاج كثير من الأمراض المزمنة ومنها القلق . الذي يجسد صورة أخري من صور تلك الفضائيات التي لاترحم العقل والعين من الراحة ليلا لرسالتها العظيمة في تعقب كل الباحثين عن النوم مبكرا ؟
لا يليق أن ننام دون مشاهدة تلك الفصول المملة من صناعة الجسد العاري وتبديل الأدوار المركبة وغير المركبة والتي تتيح لنا المداخلات ( مشاركات ) علي الهواء مباشرة لنقرر أننا نستمتع حقا بما نختاره نحن وليس هم ؟
لم تصل قافلة الحرية ومعها سقط ضحايا لكونهم رفضوا مشاهدة تلك الفضائيات ولم يستسلموا لصناعة الجسد العاري وهذه هي الفلسفة المرفوضة من بعض النخب التي مازالت تؤمن أن لها دورا لصد تلك الهجمات الموجعة من سطور وصور وفضائيات رملت العقل العربي في لعبة خبيثة ومعها شجب ورفض واستنكار مهذب لعدم وصول قافلة الحرية للقطاع المحاصر غزة ولكن تبقي لنا سطور غير سطورهم بأن صوت الحق قادم مهما طال ليل البؤساء وأن القدس تؤذن بميلاد كل الأحرار وعودتها كما كانت حرة وخالية من كل السطور الزائفة ؟