صاحت أن لا تأخذوه

بتول محمّد

في أي ّ جرم ٍ اقترفه تتهموه ؟

وبأيّ ذنب ٍ تأخذوه ؟

هو من الخيرة ِ المختارة ..

ماذا أقول إن أتى يسأل عنه أبوه ..

أأقول: أخذوه ؟!

*****

أخذوه !

هم قالوا قليلا ونعيده

وأخذوه !

قالوا شيئا ً بسيطا ً ونعيده

وأخذوه!

قالوا لن يطيل كثيرا ً

وأخذوه !

مضى اليوم واليومان

والجيل والجيلام

وما أرجعوه!

****

في ليلة ٍ ليلاء َ أخذوه

في عمره القمري ّ قطفوه

ومن حضن وطنه نزعوه

وفيه زرعوه !

****

نبحث عنه في الأيام لعلها تدلنا على شيء ..

وما وجدنا !

تحت زَرع ِ الوطن ِ نظرنا .. وما وجدنا !

أخباره اختفت !

وأهله ما زالوا في انتظار !

قيل له : من أنت ؟

أنا بذرة من ثمار هذا الوطن ، أكتب الشعر وأهوى، وأنشرُ الدين وأوعى ، وأحب الحياة وأتمنى ، وما أكثر ما أهوى وأتمنى، قهل عرفتم من أنا ؟

ما اسم أباك؟ : وطن

واسم أمك ؟ : حريّـة

وإخوتك؟: شجاعة ٌ وكرامة ، عزّة ٌ وشهادة..

- ما جُرمي ؟: تـُـعاكـِـس ُ القانون وتـُـنكره، وبعصاتك تنخزه!

- أنا أحفظ الأمن َ ،وأخدم ُ الشعب وأنشر ُ الوعيّ !، بأي ّ جُرم ٍ أتـّـهم ؟

- بأي ّ جُرم ٍ تسأل ؟ وأي ّ عمل ؟ ، أنت َ من علـّـمت الناس وعرّفتهم، ونشرت الفساد بينهم! ، وتسأل ماذا فعلت ؟ وأي ّ جرم ٍ ارتكبت ؟

ودّع الدنيا ، فلن تعود لها ...

****

ماتت أمـّـه ومات أبوه! ، ولم يعلمو عن ابنهم بأي ّ ذنب ٍ أخذوه..

أخذوه وما أعادوه ..

ولا يدرون عن ضياءه ، أغاب؟

ولعلـّـهم يلقونه هناك ..

****

هم صدقوا حين قالوا: أنه لن يطيل

فلن يطيل البقاء عندنا .. لأنه رحل !

الأجيال ُ من بعده ِ تناقلوه

وكان لهم نهجا ً فدرسوه ووعوه ..

وأصبحوا بعيدين عن أهله.. فأبوه وطن ٌ أقرب ما يكون إليهم، ولكن بأيديهم هو غير ُ لامسوه!

ورأوا مثل أمه!.. لكن هيهات حين كانت مع والدهم ومثل ُ الأم ِّ لا يُرى،، وهيهات لهم أن يروا ما يماثله!