خسائرهم وأرباحنا عندما سبّوا محمد

الكون..والغضبة المتوقعة لو استمروا

مؤمن محمد نديم كويفاتيه/ سوري في اليمن

[email protected]

( لاشكّ أن محمداً صلى الله عليه وسلم فينا هو كالروح التي تسري في الجسد ، وهو الكينونة التي نقتبس منها القدوة والأُسوة والحماسة كلما خارت قوانا أو ضعفت فينا الهمم ، وهو الأحب الينا من النفس والولد وكلُّ ماعزّ علينا ، وهو المرآة الناصعة التي تكشف لنا عن تقصيرنا ، وهو اليد الرحيمة التي تمتدّ الينا لتنتشلنا من مآسينا وهو النور والرحمة المُهداة الى العالمين ، وهو بيننا يعيش أبداً ماحيينا ، ومن أجله تّقدم المُهج رخيصة في سبيل الله أسمى أمانينا ، وليس هو فحسب بل آله الكرام زوجاته وأولاده ومن يمت اليه بصلة الُقربى والدين ، وأصحابه العظام الميامين ، وسُنته وكتابه المُُبين نور رب العالمين للوجود ؛ الى الخلائق أجمعين ، فهو صلى الله عليه وسلم نور فوق نور ، وكلّ ماجاء به وثبت عنه فهو مُقدّس في ديننا لايجوز المساس به، نموت ونحيا لأجله ونعيش له ،وويكفيه فخراً فهو حبيب ربّ العالمين ).

في كل عصر وزمان لابدّ أن نجد بعض الموتورين من كافة الأديان والملل يُحبّون الإعتداء على الآخرين لاسيما على اسلامنا الحنيف بدوافع عديدة ، منها الشهرة ومنها لإبراز تطرفهم وغُلّوهم فيما ذهبوا فيه ، ومنها بدافع الإثارة وزرع الفتن بين الأمم والشعوب لأسباب عديدة ، ولكن المنطق الإنساني عدا عن الربّاني العادل هو ميل النّاس للوقوف مع المظلوم والمُعتدى عليه ، وإن تعامت عن تلك الحقيقة بعض الجهات المُستكبرة في الأرض وتريدُ دفع الأمور على الدوام بالإتجاه غير الصحيح لأهداف وغايات أضحت معروفة ، ومنها على سبيل المثال عدم الإعتراف بالآخر بغية إذلاله وإركاعه وإخضاعه لرغباتهم وشهواتهم

وهذه الفئات المبغوضة حتى من مُجتمعاتها أرادوا بتعدّيهم على مُعتقداتنا ومُقدساتنا أن ينالوا من اسلامنا وديننا والتهوين من شأنه ، ولكن ربنا وربّ مُحمدنا رسول الله صلى الله وعليه وسلم الى العالمين قد نال منهم عندما تعدّوا على حبيبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم ، فأحيا به القلوب الميّتة ، واستنهض الهمم ، وأشعل الحمية في الأنفس ، وأطلق الصيحة والنداء لإعادة وهج الدعوة اليه ، فكان صدى هذا  الخطب الجلل والتعدّي السافر عكس ماأرادوه بأن دخل الكثير من  الناس في الإسلام من كل الأصقاع بالآلاف ، بعدما وصل نداء الله الى أسماعهم عبر ملايين الكتب التي طُبعت ومليارات المنشورات التي وزعت انتصاراً وتعريفاً بالنبي العظم محمد صلى الله عليه وسلم ، هذا عدا عن افتتاح المحطات الإسلامية المُتخصصة بهذا الشأن ومئات المواقع الإلكترونية ، ومئات الندوات المُشتركة التي عُقدت ، وتناول الإعلام العالمي لهذه القضية وإثارتها عن قصد أو غير قصد ، هذا عدا عن ادانة الدول والزُعماء لتلك الأعمال الشريرة ، وكلّ هذا سلّط الأضواء من جديد على هذا النور ، مما أدى الى تعاطف الشارع الأُممي مع الإسلام لاسيما الشارع المسيحي الذي عرف حقيقة الإسلام من خلال ماطُرح بهذا الشأن.

ومع ذلك لم تهدأ العاصفة الماجنة والتعدّي السافر على اسلامنا ومُحمد الكون صلى الله عليه وسلم ، فقد استمر بعض المعتوهين في الإساءة التي من المُعتقد أن تزيد الإحتقان وتزيد من الإنقسام بين الدول والتلاحم بين الشعوب التي قد تنقلب على هؤلاء وبالاً وحسرةً وندامة ، وازدياداً في التعاطف الدولي والأممي  مع قضايا اسلامنا الحنيف الرائع والذي يدعوا الى التسامح ومكارم الأخلاق ، وزيادة الغضبة لله ورسوله ، والتي من الصعب تقدير الى ماستصل اليه الأمور ، ومدى التحكم في الأحداث المُقبلة ، ولنا في تجربة الإعتداء الأُولى خير عبرة.