سين العرب العظيم
د. بلال كمال رشيد
سين: سؤال نملكه دوماً ، ولا نملك له جواباً ، سؤال أمام الضحايا والمجازر .. أمام الاعتداءات والافتراءات .. أمام تغطرس دولة واحدة وضعف دول .. أمام تآكل الحقوق .. أمام التعنت والجبروت !!!
سين : سؤال يتناسل أسئلة .. يتحول ويتشكل آهات واستغاثات ... نداء أمام اللجان والهيئات والجمعيات والمؤسسات .. ويبقى سؤالا على الأجندات والطاولات .. يحتل المرتبة الأولى لأول اجتماع ، ويحتل المرتبة الأولى والأخيرة لآخر اجتماع ... واجتماع يحيل إلى اجتماعات أخر ، وتزداد الاجتماعات ويبقى السؤال سؤالا !!!
سين: سؤال سواء أكان طويلا أم قصيرا ... فلا بد أن تعقد له الندوات والمؤتمرات ... وأن نعد العدة ، وأن نجهز الحملة ، وأن ننمق الجملة ، وأن نتريث في الرد ، والرد سرد ، والسرد يحوي ألاف الحكايا والضحايا ، ونعم الأهل نحن، للحكايا والضحايا ، والأيامى واليتامى والسبايا ، غناؤنا بكاء، وشدونا عويل ، أهل نحن للضرب ، و للشجب ، ولشق الجيوب ، وتقبيل الخدود ، أهل للشعر : مديحا ورثاء ، كل شاعر فينا متنبي ، وكل امرأة منا خنساء !!!!
سين: سؤال ورثناه عن أجدادنا وآبائنا ، نقحناه ، ونفخناه ، وحفظناه ، وزدناه فروعا وفروعا ، أعددناه بدمائنا ، وأعدناه بدم جديد لأبنائنا : جيل النصر والتحرير ، جيل الإجابة والإنابة عنا !!!
سين التسويف : نتشدق بها نتوعد ، يتشدق بها الأمراء والأدباء والخطباء ....وتمتد سنينا وسنينا ....ونزيد الشوق حبا وحنينا
و سين التسويف : فسحة زمنية .. يستغلها العدو للشعب تخويفا ، وللأرض تجريفا ، ونختلف- إذ نختلف- مع عدونا على حقوقنا، ونفاوضهم عليها تعريفا وتصنيفا !!!!
سين: ساحة هنا، وساحة هناك ، ساحة تعطي مساحة لكل الغاضبين ؛ ليتكلم فصيحهم ، ويبكي ضعيفهم ، ساحة لتفريغ الغضب ، وتفريخ العتب ، فضاء للقضاء ،و لفض الكبت و العُقد ، فضاء للوعد والوعيد ، والقسم وابرام العَقْد من جديد : كفاحاً ونكاحاً حتى نأتي بجيل النصر والتحرير!!!!
سين: سنعمل، سنبني، سنعيد ،سنبقى ، سنحرر ،سنقتل، سندمر ، تنفصل السين صوتا عن فعلها ، سين الأمل بلا عمل ... لغة العرب الجديدة ، تركت الضاد لغةً وسياسةً ، ماعادت تحمل الضد وما عادت تعادي أحداً ، بل صارت لغة السلم و السلام والتسليم،لغة التسويف مع كل عمل والتخفيف مع كل خطب وهول!!
سين صدحت بها حناجر ممثلين على خشبة المسرح قبل عقود ،واليوم يصدح بها الشعب على مسرح الحياة !!
سين لغة العرب الجديدة، حرف وحتف وحيف ، وما زلنا مع صوت السين مرددين سنحرر، سنعيد ، سنرجع يوما و يبقى رجع الصدى !!
سنبقى على العهد يا فلسطين ؛ لنبقى كما نحن ،وحيث نحن باقون ، ولتبقي أنت حيث أنت باقية ، حتى لا تبقى منا باقية !!!!