كيف نقضي على الإسلاموفوبيا

محمود أحمد عاطف

[email protected]

تتزايد كل يوم يمر علينا هجمات و إهانات الغرب على الإسلام فبعد نشر الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للرسول ( صلى الله عليه و سلم ) تأتي المكتبة الوطنية للدنمارك لتطلب شراء هذه الرسوم العقيمة من أصحابها الرسامين العتاه ، و لا نغفل عن التكريم الذي ناله سلمان رشدي – صاحب كتاب آيات شيطانية satanic verses  المسيء للإسلام – من ملكة بريطانيا اليزابيث الثانية ، و أيضاً لا ننسى التضييق و التهميش و التفرقة العنصرية التي يعانيها المسلمون المقيمون في كثير من الدول الغربية ، و آخر ما توصلت إليه موجة الإهانات للإسلام هو ما قامت إحدى الصحف الألمانية بنشره منذ أيام من معلومات خاطئة لا أساس لهل من الصحة ، فقد جاء في الصحيفة أن الرسول محمد ( صلى الله عليه و سلم ) كان يعرف في الجاهلية بأبي لهب و أنه كان في بداية حياته محافظاُ و مخلصاً لعبادة الأصنام و الأوثان ، و جاء فيها أن يهود المدينة المنورة قد تعرضوا للإغتيال و التقتيل ، و ورد فيها أيضاً أن والد خديجة بنت خويلد لم يرض بمحمد زوجاً لابنته ، كل ما ذكرته لا ينم إلا على عدم الفهم الصحيح للإسلام و الذي أدى بالتالي إلى الخوف من التعامل و الاحتكاك مع الإسلام و المسلمين خصوصاً العرب منهم و اعتبارهم إرهابيين فيما يعرف بالإسلاموفوبيا  Islamophobia  .

ظهر مصطلح الإسلاموفوبيا حديثاً منذ عام 1976 م ، و اكتسب شيوعاً و انتشاراً واسعاً منذ أواخر الثمانينات و بداية التسعينات من القرن العشرين ، ثم استخدم هذا التعبير بطريقة هائلة بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر عام 2001 م ( حادث تفجير مركز التجارة العالمي بنيويورك ) و الإسلاموفوبيا تعني حرفياً الخوف من الإسلام و تتضمن تحيزاً ضد الإسلام و المسلمين و ترجع الإسلاموفوبيا إلى نقص ما لدى الغربيين من معلومات صحيحة عن الدين الاسلامي و ما به من سماحة و ما يتضمنه من تسامح و تفاهم مع سائر الأديان ، و لذلك ينظر الغرب للمسلمين و بينهم العرب على أنهم مصدر للإرهاب نتيجة لبعض العمليات التفجيرية و الإرهابية التي قامت بها جماعات إسلامية متشددة على الرغم من وجود بعض الجماعات العرقية المتشددة غير إسلامية و قامت بأفاعيل أفظع و لكن لا ينظر إلى شعوبها من نفس المنظور الذي ينظر من خلاله إلى المسلمين .

و لتصحيح الفكرة التي لدى الغرب عن الإسلام يجب أن نوجه طاقاتنا نحو نشر المنهج الصحيح و التعالبم السمحة للإسلام في البلدان الغربية باستخدام كل الوسائل المتاحة لدينا ، و كذلك دعم المنظمات و الرابطات و الاتحادات الإسلامية الموجودة في الدول الغربية بشتى الطرق لتعرض للشعوب الغربية صورة سليمة غير مشوهة عن المسلمين و الإسلام ، و نتوجه أيضاً إلى التعاون في المجالات العديدة مع الدول الغربية و التوسع في العلاقات التى تربطنا بالغرب مع مراعاة المحافظة على هويتنا الإسلامية الشرقية المحافظة .