اغتراب
جُمان يوسف النتشة
طالبة في كلية الطبّ البشري - جامعة القدس - فلسطين
ويبكي القلبُ حرقة ً وتوجّعا ..
من خلف ستائر العبرات .. أطالعُ وجهك ِ الشاكي الكئيب ..
وبقلبيَ المحترقِ شوقاً إليك ِ .. أرى حبات دمعك ِ المتلألئ ..تتدحرجُ على استحياء ..
أراك ِ .. وقد شحبَ وجهك الورديّ النضر .. وبدا مصفراً تعباً .. بعد أن كابدَ كلّ ألوان الألم ..
تصرخين .. وأسوارُ الصّمت ِ قد اغتالت كلّ حرف ٍ به نطقت ِ .. فلا يصلُ إلا إلى أولئك الغرباء..
وأوّاهُ من غربتهم !!
أمتـــَــــــاه ..
غدوت ِ كالطريد الغريب ِ في عقر داره ...
تلك الدارُ التي استحالت قفاراً وهماً وأوارا !!
تلك الدارُ التي جـفــتْ في مآقيـــــها العبرات .. فغدت تبكي دونما دموع ..
وتئن دونما أنين .. وتصرخ بصمت ٍ .. دون أن تهتز ذرة في أثير العصر الحجريّ !!
صمتٌ ألهبَ الحنين في قلبي .. الحنينَ إلى ربوع ٍ كانت ، ودولة ٍ دالت ..
فاشتعلَ القلبُ بنيران القهر وغضبة الكرامة والإباء ..
حقاً إنها الغربة ... فآه ٍ ما أقسى الغربة !!
حقاً .. إنه زمنٌ .. القابضون فيه على دينهم كالقابضين على الجمر ..!
هي غربة ٌ طوحت بهم – أولئك الأطهار الأبرار– في مهبّ ريح ِ الظلم والظلام ...
فهذا خلف القضبان .. وذاك نهبَ النيران .. وأولئك قد ضاقت عليهم الأرض بما رحبت .. فلا أمان ولا أمين .. ولا عدل ولا عادلٌ في دنيا البشر !!
ولما القلب تاه وتاه وتــــــاه ..
والنفسُ هزتها مليـــــــــــــون آه .. ؛ سطع نورٌ ثاقبٌ من خلف كلّ ظلام الطغيان .. وصدع نداءٌ مجلجلٌ يدقّ بالأمل ِ كلّ جدران اليأس والعـَـتمة والهوان .. ويبشر الربوع َ بالرجوع .. إلى مجد كان .. وعزة ٍ .. حتما ستكون ..
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ(
صدق الله العظيم.