الأخلاق الفاضلة
هايل عبد المولى طشطوش
كم هي اخلاقنا في هذة الايام بحاجة الى تجديد بل الى احياء لان معظمها قد جاء علية الدهر فانتهى فاصبح كهشيم تذروة الرياح فلم يعد له وجود وتلاشى وتآكل كما تتآكل الخرقة البالية ،ولعل الانسان عندما يعيش بلا اخلاق فهو كالعاري بلا ملابس يعرض نفسة امام المارة على جنبات الطرق فيصبح حينها موضع الازدراء والاستهزاء ،او كأنة الشجرة التي أتى عليها الخريف فجردها من اوراقها فاصبحت ممسوخة الشكل يظنها المرء جافة يابسة منظرها شاذ عما اعتاد علية من خضرة وتآلق ،ان واقعنا اليوم يشبة الحال الذي ذكرنا ،فقد اصبحت الاخلاق خرقة بالية يعاب على صاحبها ان لبسها او تمسك بها او احتفظ بها ،فأن فعل ذلك وصف باقذع الاوصاف وابشعها فهو رجعي متخلف همجي عتيق غير حضاري ...الخ من هذة النعوت المنفرة ،ولكن فليعلم كل من قبل على نفسة ان يصف من هو اخلاقي بهذة الاوصاف بان ما آلت الية احوالنا سببة ضياع الاخلاق واندثارها وسقوطها كما تسقط اوراق الاشجار في فصل الخريف ،ان هذا الواقع المرير يفرض علينا اعادة زرع الاخلاق بل سقيها في تربتنا الخصبة لتثمر من جديد ويعود الزهر الى حقولنا وترتاح نفوسنا برؤية منظرها البهي الزاهي تزين جدران حياتنا وتسيرنا الى الطريق القويم الذي ارادة لنا ديننا وترضاة فطرتنا السليمة التي فطرنا الله عليها فلا تبديل لخلق الله مهما طال الزمان وتجرد الناس من اخلاقهم ،فليس لهم بغيرها حياة ..؟!!