همم العظماء
همم العظماء
أبو عبد الرحمن السيد
من يعش لنفسه قد يعيش مستريحا لكنه يعيش حقيرا..
أما من تحمل عبء تعبيد الناس لرب العالمين وإخراجهم من الظلمات إلى النور فما له وللراحة، وما له وللنوم وما له وللرفاهية..
إن الهدف كبير والأجر عظيم والطريق طويل...
الهدف واضح للبصير فشمر وبادر واجتهد وانصب وغدا تكون الراحة في جنة عرضها السماوات والأرض..
أيام وسنون تمر مرور السحاب ثم بعدها نلقى الله فنسعد بذلك اللقاء وأي سعادة...
إنها سعادة لا توصف لا يتخيلها بشر؛ فهي أقوى من كل التصورات والتخيلات إنها تشابه نعيم الجنة الذي قال عنه ربنا جل جلاله: (( أعدت لعبادي الصالحين مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر )) .
ألا يستحق ذلك النعيم المقيم وتلك اللذة العظيمة نصَب أعوام قلال في هذه الدنيا الفانية؟
بلى إنه يستحق أكثر مما نعمل؛ لكن...
أين العاملين المصلحين أين أصحاب الهمم العالية والنفوس الفتية؛ رهبان الليل فرسان النهار، أين الذين هم لربهم خاشعون وبالأسحار هم يستغفرون، أين من خُلقهم القرآن، أين أحفاد أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، أين أين.....
لماذا لم تعد الأمة تخرج لنا مثل ذلك الطراز الأول؟
هل اختلف المصدر والنهج أم اختلف الجنس أم اختلفت التربية...
إنها التربية بلا شك...
فالمعاني غير المعاني والأفهام مختلفة والقناعات مغايرة والعقول مكابرة.. انصراف عن المنبع الأصيل واللهاث وراء مصادر هابطة واهية لا تسمن ولا تغني من جوع ولذلك كان ما كان من تغير كبير.. لكن..
لا يزال في الأمة خير ولا يزال هناك رجال؛ هم قلة في هذا الزمان ولذا فالحمل عليهم ثقيل، إن مهمتهم إرجاع هذه الأمة إلى أصلها ونهجها وشريعة ربها قولا وعملا حتى تُشحذ همة مقعد ويفيئ إلى الحق كل غافل ومعرض ومستكبر وتكون العزة لله ودينه وأحبابه وحينها يسود الرخاء ويعم الوئام وتسعد النفس بمنهج ربها فتعبد الله بلا خوف ولا رعب على بصيرة وعلم فتعيش السعادتين سعادة الدنيا وسعادة الآخرة..
فهل من مشمر هل من يقول أنا لها..
هيا أيها الحبيب إبدأ بنفسك ثم بمن حولك واستعن بالله ولا تعجز والله معك والله ينصرك ويؤيدك إنه نعم المولى ونعم النصير.....