منذ أيام النبي العربي

شمس الدين العجلاني

منذ أيام النبي العربي ..

والشام تتكلم عربي

شمس الدين العجلاني*

[email protected]

الآن ارتدت دمشق أحلى حلتها و تزينت بنجوم السماء و بأشعة الشمس الحمراء اكتحلت و بعطر الياسمين تعطرت و بمحبة العرب رفعت رأسها لأعالي السماء، و امتطت السحاب حصانا تجوب في الأفق القريب و البعيد عروسة يزفها عرب البادية و الصحراء ، عرب المدن و الحضارة ، عرب المغرب و المشرق ، إنها دمشق التي جاءت إلينا قبل الكلمة و المدن و القرى ، قبل الحضارة و العراقة ، و سطرت إلياذتها الخالدة بماء الذهب على صفحات التاريخ . دمشق التي انطلقت منها الدعوة المسيحية إلى أوروبا عن طريق القديس بولس الذي أنقذه القديس حنانيا أثناء مطاردة اليهود له في أزقتها و أحيائها ، ولم تزل أحجارها تشهد على ذلك إلى يومنا هذا. دمشق التي أقامت أول دولة عربية جبارة ومنها شد الرحال إلى أصقاع الدنيا فتحا حضاريا وصل بلاد الأسبان غرباً وسور الصين شرقاً وبلاد الروس والصقالبة البلغار شمالاً ومجاهل إفريقيا جنوباً.

دمشق  التي أنجبت عباقرة وفلاسفة ومشاهير تركوا بصماتهم الحضارية على مر الأيام ففي الإمبراطورية الرومانية المعماري( ابو لودور الدمشقي) الذي بنى أول جسر على نهر الدانوب وأقام عمود تراجان الشهير في روما كما كان في روما رجل القانون الدمشقي (بابينانو والبيانو..)

دمشق صاحبة القرار العربي، دمشق التي أطلق عليها أسماء الدنيا كلها  فهي :  دمشق الشام، دمشق التاريخ، دمشق العرب، ذات العماد،و حصن الشام، و باب الكعبة،و فسطاط المسلمين، وجنيق ، وقاعدة وادي سورية، والفيحاء ، والغناء،وجنة الله في الأرض، وقرية المسرة ، و رأس بلاد آرام،و مدينة النعمان ،و  بيت رمون  ،و مدينة ألعازر ، و جلق‏ ، و جيرون ، وعين الشرق ،و شام شريف ، و  حاضرة الروم ، و التين ،و قصبة الشام ،و العذراء ، وشآم العرب..           

دمشق التي يتقن أهلها صناعة التاريخ وصناعة العروبة، و سيفها الدمشقي الذي حير العالم ..

و الآن دمشق الشام ترتدي عباءة الثقافة العربية و لكن كما قال نزار قباني : ( منذ أيام النبي العربي 00 والشام تتكلم عربي ومنذ أيام معاوية ، وهشام ومروان 00 حتى أيام حافظ الأسد ومنذ موقعة بدر 00 حتى موقعة جبل الشيخ 00 والشام مواظبة على تكلم اللغة العربية وعلى تعليمها ، إن صناعة دمشق الأساسية هي العروبة 0 )

               

* صحفي وكاتب