القابضون على أشياء أخرى

    ومضات محرّضة :

عبدالله القحطاني

ورد في الحديث النبويّ ، أن القابض على دينه ، في آخر الزمان ، كالقابض على الجمر!

 بَيدَ أن ثمّة أناساً آخرين يقبضون :

·  بعضهم يقبض على المال ، لقاءَ مايقدّمه من خدمات للآخرين ، بعضها ظاهر، وبعضها مغلّف بأغلفة متنوّعة .. !

·  أمّا الكثيرون ، فيقبضون على أشياء أخرى ! منهم ، على سبيل المثال ، لا الحصر:

ـ القابضون على رقاب شعوبهم ، يشدّونها ، ويشدّون عليها الحبال التي تخنقها ، حبال القوانين الاستثنائية ، وحبال الأمن ، الذي لاحدود لمفهوماته ، ولا لسلطات العاملين فيه ..!

ـ القابضون على ثروات بلادهم ، ينهبون منها مايحلو لهم نهبه ، ويدمّرون مايحبّون تدميره .. دون حسيب أو رقيب ، من خلق ، أو ضمير ، أو قانون ..!

ـ القابضون على حفنات من الكلام ، ينثرونها كيفما اتّفق، في وجه هذا، وعين ذاك ، وحلق الثالث .. بهدف وبلا هدف ..! فمَن نَظر فيما نثِرمنها بلاهدف ، تمنّى أنه لم ينثَر.. ومَن نظر فيما نثِر منها بهدف ، تمنّى أن لو كان أكثره نثِرَ بلا هدف .. وذلك لسخف الأهداف الكامنة وراء هذا النثارالمقيت !    

ـ  القابضون على آذان بعض عباد الله ، يشدّونها لتسمع مايودّون قوله ، من كل بضاعة مزجاة ، عَزفت عنها النفوس السليمة ، لكثرة مالاكتها الألسنة ، أو أنِفتها الطباع الكريمة ، لما فيها من تدنّ وهبوط !

ـ القابضون على بعض أدوات التنظيف ، يمسحون بها ما يعلق من غبار، بثياب هذا المسؤول ، أو ذاك ، لقاء نظرة عطف من هذا أو ذاك .. أو دريهمات معدودة ، أو وعد بمنصب ، أو غيرذلك ، ممّا يرجوه الماسح من الممسوح له ..!

ـ القابضون على قلوبهم ، خشية من أن تتـفطّر من القهر والألم ، لِما يرون من ظلم، يمارسه بعض أبناء الأمّة على بعض أبنائها ، في مواقع مختلفة ، وبأشكال متنوّعة ، وبدرجات من القسوة متباينة ..! فيبدو ظلم العدوّ جنحة صغيرة ، أمام جناية الأخ ، والصديق ، والجار، والزميل ..!

ـ القابضون على زفراتهم وآهاتهم ، كيلا تنطلق من صدورهم ، فيسمعها الناس ..! فهم يحبسونها بين أضلاعهم ، حتى لو أحرقت أكبادهم ، تمثلاً بقول ربّهم جلّ وعلا : ( إنّما أشكو بثّي وحزني إلى الله ..) .