واقعية
رضوان سلمان حمدان
أولا: كثير من القصص الواقعية بل الأقل بكثير مما يجري في مجتمعاتنا من مصائب ومخالفات وكما يقال ( المخفي أعظم )، يتداولها الناس في مسامراتهم وأحاديثهم.
ثانيا: ويأخذ كل واحد يدلو بدلوه في بيان أسباب ومعالجات هذه القصص فيحسن البعض ويسيء آخرون, فمنهم من يعالج الخطأ بخطأ أكبر أو مماثل، فإن خطأ أحد الطرفين لا يبرر للطرف الآخر الوقوع بمثله. بل يجب دائما أن يُعالج الخطأ بالحق والصواب،
" من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان" صحيح أخرجه مسلم وأبو داود والنسائي والترمذي وابن ماجة وأحمد من حديث أبي سعيد الخدري.
لا أن يغض الطرف عنه ولا أن يأتي بمثله
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أد الأمانة إلى من ائتمنك ولا تخن من خانك" ( حسن صحيح ) الترمذي.
فمن أقوالهم مثلا هذه الجملة التي فيها إدانة كلية للمرأة: (واصنعي الرجل جيدا ما هو الا طوع بنانك، ورضيع صدرك, وابن بطنك..) فهذه العبارة توحي بأن المرأة هي التي تصنع الرجل، وبالتالي فلا تلومن المرأة إلا نفسها. والحقيقة أن هذا الكلام فيه من الصحة، وهي أن سكوت المرأة على خطأ الرجل أول مرة ولو كان قليلا يجعله يتمادى في خطئه، بل ويَعتبر أفعاله المشينة وكأنها حق مكتسب له، وقد وضح ذلك الحديث الشريف عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لعن الله السارق يسرق البيضة فتقطع يده ويسرق الحبل فتقطع يده" (صحيح سنن ابن ماجة) وأخرجه البخاري ومسلم.
والمعنى التساهل في سرقة الصغير حتى يسرق ما تُقطع به يده. وهذا بالضبط ما يسبب الوقوع في الخطأ ثم الخطيئة من كل الأطراف وليس من طرف واحد فقط...
ثالثاً: للحقيقة والتوازن أن من النساء أيضا يقعن ابتداء بما يقع به بعض الرجال لا بسبب ردات الفعل – الخاطئة – على فعل الرجل أو الزوج، وهناك أزواج يعرفون ويسكتون لأسباب مختلفة ومنها ((الرضا..!!))... وهناك أزواج ردات فعلهم الضرب والطلاق والفضيحة, وهذه نقطة تسجل على الرجل لا له... في المعالجة.
رابعا: مؤكدا أن مشكلاتنا – المختلفة – وعلى جميع الصُعُد سببها الرئيس – وليس الرئيسي – هو البعد أو ترك المنهج الصحيح – وليس الأصح – وهو منهج الله وهديه:
{فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى (123) وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124)} طه
أكتفي بذلك والحديث طويل ويستحق الوقوف عنده طويلا..