قادمة أيتها الشمس
آزاد منير غضبان
الصف الثاني الثانوي
قادمة أحفد نحوك..خطوة خطوة..
تلسعني خيوطك الذهبية الحارقة ..وتمر بي أطياف قوسك الملون بعد المطر ..
أمشي ..برغم معاناتي..وآلامي ..ورغم ما فعلت بي الحياة...أبية شامخة
أتيت إليك حبيبتي..لأرى الأرض من منظورك الذهبي المشرق ثم أحاول أن أقودها إلى الله.بل وأحاول أن أضيئها معك..
هل تعرفين حبيبتي ماسر مناجاتي لك؟
لقد ضعفت بعد أن انتصف النهار واشتد القهر في هذه الدنيا ليغطي شعاعات حبك التي لا تنطفيء ..كنت أفكر بعمق كبير..وأخوض في خضم هذه الحياة التي أتعبتني..وأمر شريط ذكرياتي فلا أجد إلا الصورة المأساوية الضبابية القاسية ..
بعدها ..نظرت إليك حبيبتي..
أتأمل الحرقة التي فيك لإضاءة الدنيا ..
فشعرت بأني أرنو إليك بمقلتي عزم وإصرار ..وبدأ الحب يعود من جديد .وبدأت كلمات أحبتي تنهمر علي كالمطر الحنون بعد طول جفاف ..
فأشرقتُ في دنيا العفن..كما أنك مشرقة..
وبدأت أواصل رحلة المسير إليك ..
((إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا ..تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنت توعدون ..نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة ))
وبعدها ..سرت في روح الحياة من جديد ..ومضيت أمشي في دنيا سرمدية وأنا أترنم بلحن شجي حالم :
ماض وأعرف ما دربي وما هدفي والموت يرقص لي في كل منعطف
ولم أجد غير درب الله درب هدى ..وغير ينبوعه نبعا لمغترف
فطرت أسعى إليه ..أبتغي تلفي به..ورب خلود كان في تلف
نعم..لم أجد غير دربك يارب دربا أهتدي به ..ولك الحمد بذلك ..
لك ذللت حياتي.. لك ذللت مواهبي وطاقاتي ..لك أمشي في طريقي ولا أبالي..ولي عزمي وبي شغفي..وأنت وحدك صاحب الفضل بذلك ..
سأمضي أنا ..مع مجموعتي المتألقة..حياتي لله ..ومع كل مسلم أقسم على نفسه أن ينصر الدين بكل ما يملك..
سأمضي أنا ..لكي أضيء هذه الأرض..ورغم ما فعلت بي هذه الدنيا إلا أنني أقسمت عليك يا نفسي .أن تعيشي في هذه الدنيا شمعة يستضاء بك .أقسمت عليك أن تحاولي العيش مع الله بحق .أقسمت عليك أن تتغلبي على مشاقي وأحزاني .وأن تكدي وتجتهدي وتتعلمي وتدعي إلى الله وتعبديه كما لم تعبديه من قبل.
أنا وأنت أيتها الشمس..خلقنا رب واحد..وأمرنا أن نوصل رسالتنا ..وها أنت توصلينها كل يوم مع شقشقة العصافير ..وتودعيننا بدخولك أمواج البحر بلوحتك السحرية الناعمة ..
ولكن ..أنا ..أنا أيتها الشمس ..ساعديني كي أفعل .. ما خلقت من أجله
وكما وعدتك أيتها الشمس لن أبالي إن كاد لي الناس أو صرخت بي الوغى وأنا في معترك الدنيا ..تعصرني وتستلذ في تعذيبي..
والناس تصرخ أحجم والوغى نشبت ..والله يهتف بي أقدم ولا تخف
ماض فلو كنت وحدي والدنا صرخت بي قف لسرت فلم أبطيء ولمن أقف
عذرا أيها الكون ..لن أستجيب لإيقافك لي فأنا نور هذا الكون إن هو أظلما ..
وقادمة أنا ..قادمة أيتها الشمس...