حِكََمٌ جادَ بها الخاطِر 3

حِكََمٌ جادَ بها الخاطِر

الجزء الثالث

عبد المنعم مصطفى حليمة

"أبو بصير الطرطوسي"

www.abubaseer.bizland.com

[email protected]

بسم الله الرحمن الرحيم

* الذي يحدد للعباد مساحة الحرية؛ ما هو المسموح منها، وما هو الممنوع .. ما هو النافع منها، وما هو الضار .. الله تعالى وحده .. وأيما عبد يرد هذا الحق إلى غير الله تعالى، فهو داخل في العبودية لهذا الغير.

* من جادلك وخالفك بالكذبِ عليك .. وتقويلِك ما لم تقلْ .. فاعلم أنك على حقٍّ .. إذ لو كنت على باطلٍ لما اضطرَّ مخالفك للجوء إلى الكذب، وأن يقوِّلَكَ ما لم تَقُلْ.

* إن عَظُمَت تضحيتُك .. فتذكَّر أن سلعةَ اللهِ غاليةٌ .. تستحق منك هذه التضحية .. ألا وإن سلعةَ الله هي الجنَّة. 

* الذين تذلّهم شهواتُهم، أكثر من الذين يذلهم العدو.

* إن لم تعبد الله فأنت ـ لا محالة ـ تعبد الشيطان ـ وإن تسمَّيتَ باللا ديني ـ وداخل في زمرة المعنيين من قوله تعالى:) أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لَّا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ (.

* مَن كثر كلامُه، قَلَّت فِعَالُه .. ومَن كثرت أسئلته واعتراضاته: لماذا .. وكيف .. ومتى .. وأين .. ولعلّ .. فاعلم أنه ثرثار، لا طائل من ورائه. 

* الناس في تعاملهم مع النصِّ، ثلاثة فِرَق: فريقٌ يُنكِره، وهم الملحدون الكافرون .. وفريق يُؤمِن به، ويجعله أمَامَه، قائداً له، يسير حيث يسير وينتهي به النص .. وهم أهل السنة والجماعة؛ أهل المتابعة والاقتداء .. وفريق يجعل النصَّ وراءه، يسير النصُّ خلفَه حيثما سار .. فيجعل النصَّ تبعاً وخادماً له ولمآربه .. وهم أهل البدع والأهواء.

* المرأةُ أمُّكَ .. وأختُك .. وابنتُك .. وخالتُك .. وعمَّتُك .. وجَدَّتك .. وزوجتُك .. وهي بالنسبة لك بابٌ من أبوابِ الجنَّة .. ما كنت لتكون من دونها .. فكيف بعد ذلك يهونُ عليك أن تهينها .. وتنسى فضلها ... فما أهانها إلا لئيم، وما أكرمها إلا كريم.

* حقوقُ المرأة كلمة حقٍّ .. في كثير من الأحيان يُراد بها باطل .. ويُراد بها ظلم المرأة، وحرمانها من حقوقها الشرعية.

* خالِقِ الناسَ بِخُلُقٍ حسَن .. وعاملهم بما تُحب أن يُعاملوك به. 

* لا تُمازِحْ سفيهاً .. فيتجرَّأ عليك. 

* لا تتواضَعْ لمتكبِّرٍ .. فيزداَد كِبراً وطغياناً .. ولا توقِّر صاحب بدعة فتعين على هدم الإسلام.

* التواضعُ للظالم ضَعفٌ وذِلَّة.

* إذا أردت أن ينصركَ الله في موطِنٍ تحتاجُ فيه إلى النُّصرة .. فانصرْ أخاك المسلم في موطِنٍ يحتاج فيه إلى النصرة .. وإذا أردت أن يفرِّجَ اللهُ عنك كُرَبَك في الدنيا والآخرة .. فاسعَ في تفريج كُرَبِ إخوانك المسلمين.

* للإحسانِ لِذةٌّ تعلُو لذَّةَ شَهْدِ العسَل .. لا يعرفها ولا يتذوَّقها إلا المحسنون.

* إذا وجدت في قلبك قساوةً، وأردت أن تحمله على اللين .. فجالِسْ الفقراءَ واليتامى والمساكين. 

* يُحاسَب الكافِرُ على حسناته في الدنيا، وفي الآخرة يُحاسَب على سيئاته .. بينما المسلم يُحاسَب في دنياه على سيئاته، وفي الآخرة يُحاسَبُ على حسناته .. لذلك أحياناً ترى مسلماً فقيراً، وكافراً غنيّاً.

* النِّعَم مع الإقامة على المعاصي .. استدراجٌ يتبعه انتقام .. فالحذَر، الحذَر.  

* لا يُديم النِّعَمَ شيءٌ مثل شُكرِها .. ولا يمحقُها شيءٌ مثل كُفْرَانها.

* أعظمُ النِّعَم: نعمةُ الإيمان، ثم نعمة العقل، ثم نعمة الصحّة، ثم نعمة الأمْن، ثم نعمة المال .. أمَّا من يجعل المالَ أولاً؛ فيعدَّه أعظم النِّعَم، فهذا يُقال له:" تَعِسَ عبد الدِّرهم والدينار ". 

* مَن كثُرَ طعامُه، قلَّ عطاؤه، وغلبَ عليه الخمول والفتور.

* لئن تقوم عن الطعام ونَفْسُك فيه .. خير لك ألف مرةٍ من أن تقومَ عنه والطعام خارج من نفسك.

* ليكن طعامك على قدر حركتك وجهدك .. فإن زاد طعامك على حركتك سمنتَ وترَهلْتَ .. وإذا زادت حركتك على طعامك ضعفت وهزلْتَ.

* المعدة بيت الداء والدواء .. منها يصدر الداء .. ومنها يُلتمَس الدواء.

* الواجباتُ أكثر من الأوقات .. ومع ذلك يوجد من يشكو الفراغ. 

* من أعظم الجهاد كلمة حقٍّ عند سلطانٍ جائر .. وأنفعه ما كان بعد صمتٍ خُشِي معه فوات الحق .. وأبلغُ التذكير ما كان بعد غفلَةٍ.

* إذا تكلمتَ فأوجِز .. وأتِ المعاني من أقصرِ الطرق الموصلة إليها .. ولا تُمِلَّنَّ الناسَ حديثَك .. أو تحدثهم وهم لحديثِك كارهون مستثقلون .. ولا يغرَّنَّك على الاسترسالِ في الكلام نظرُ الناس إليك .. فليس كل من ينظر إليك يعني أنه يستمع إليك.

* أبلَغُ النُّصْحِ وأنفَعُه: أرفقُهُ، وأخلَصُهُ، وأشفَقُهُ، وأوجَزُه، وأستَرُه .. وأبعدُه عن التكلّف .. وما كانت الحاجة إليه ماسّة.

* إذا نصَحْتَ أو وعَظْتَ .. أو تحدَّثت .. فلا تُدخِل النصيحة على النصيحة، والقصة على القصة، والموعظة على الموعظة .. والفِكرةِ على الفِكرة .. فتُشَتِّت ذهنَ السامع .. فلا يفقه عنك شيئاً .. ولا يدري ماذا تقصد، وعمَّا تتكلم .. وإنما إذا انتهيت من موعظة أو نصيحة فانتقل إلى التي بعدها ـ إن كان ولا بد ـ بعد أن تُشعِر السامع أن موضوع النصيحة أو الموعظة الأولى قد انتهى.

* في العجَلَةِ الندامة .. وفي التأنِّي السّلامَة .. ومن استعجَل شيئاً قبل أوانه أفسَده، وعُوقِب بحرمانه.

* ما كان مكتوباً لك سيأتيك راغماً .. وإن لم تأتِه.

* كم من خير يأتيك حتى لا يكون بينك وبينه إلا ذراع .. فتردّه المعصيةُ، والعقوق.

* يأبى الله تعالى إلا أن يجعل لك فَرَجاً ومخرَجاً مما أهمّك .. من حيث لا تحتسب .. ولا تدري .. لتعلمَ أن الفارجَ اللهُ.

* مَن تعامل مع الدنيا على أنها دار عبور .. وأنه فيها مجردُ عابرِ سبيل .. نجا وسَلِم .. ومن تعامل معها على أنها درا مقامة واستقرار وخلود .. هلَكَ .. وخاب وخَسِر.

* من الرجال من يتجاوز السِّتين .. ولا يزال يخطط لمستقبل حياته، ويضع لها الخطط الخمسيّة .. والنبي r يقول:" أعمار أمتي بين السّتين والسَّبعين ".

* إذا بلغْتَ السّتين فتجهّز للرحيل .. ولا تُكثِر من الالتفات لدنيا الناس. 

* إذا بلغتَ السِّتين ينبغي أن يشتد حياؤك من الله.

* مِن الغفلَةِ أن تظنَّ أنّك ستعيشُ غداً.

* لا يكن ظنّك بالله ظنَّ القانط الخائف .. ولا ظنَّ الآمن الراجي .. فتَرْدَى .. وإنما يكون وسطاً بين الخوف والرجاء.

* إذا لاحت لك المعاصي وتوفّرت أسبابها .. ثم كنت قادراً عليها .. غلِّب الخوفَ على الرجاء .. وإذا أقعدَتك سيئتك عن النهوض حزَناً وكبَداً .. أو اقترب أجلك .. أو ظهرت لك علامات اقترابه .. غلَّب الرجاءَ على الخوف .. وتفاءل برحمة الله لك.

* تَطَهَّر من حقوق العباد في الدنيا .. قبل أن تتطهَّرَ من حسناتِك يوم القيامة.

* لأي عمل تعبُّدي شَرطان، لا يُقبل إلا بهما معاً: أن يكون موافقاً للسنَّة، وأن يكون خالصاً لله تعالى، لا يشوبه شرك أو رياء، وهو المراد من قوله تعالى:) لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً (؛ أي أصوبه، وأخلَصه. وقوله تعالى:) فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً (؛ وهو الموافق للسنة، ) وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً (؛ تحقيق الإخلاص.

* ليس العدلُ أن تُنصفَ مَن أنصَفَك .. فهذا يفعله كل الناس .. ولكن العدلَ أن تُنصِفَ من ظلمَك. 

* إذا اشتدَّ ظلمُ الظالمِ .. فاعلم أن الفَرَجَ قد اقترَب.

* اشتدادُ ظلمِ الظالمِ .. بُشرَى خيرٍ للمظلوم .. وهو كالسّحاب بين يدي المطَر.

* أن ترضى بانتقام الله لك .. خير من أن ترضى بانتقام العبد لك.

* من سوءِ الأدَب مع الله تعالى .. أن تدعوه لأن ينصركَ وأنت قائم على الظلم .. فما عند الله تعالى لا يُطلَب بالظُّلم، ولا يتنزَّل بالظلم.

* ليس من الإنصاف .. إذا علمت أن إنصافك للظالِم سيزيده ظلماً وطغياناً .. وسيجرئه على ارتكاب مزيدٍ من الظلم.

* من فقه الفقيه أن ينظر إلى حاضر ومآلات فتاويه ومواقفه .. والآثار المترتبة عليها. 

* إن الله تعالى ينصر ويبارك العدلَ، وإن كان صاحبه كافراً .. ويخذل ويمقت الظلم، وإن كان صاحبه مسلماً .. وهو تعالى مع المظلوم على الظالم، وإن كان المظلومُ كافراً، والظالمُ مسلماً. 

* التقليدُ الأعمى .. والتعصّب للإنتماءات الأرضيَّة .. يحملان صاحبهما على الجمود والجهل، وعدم إنصاف الحق، والإصغاء إليه.

* عندما يغلبُك عدوُّك بالحسنات .. أو تتوفر فيه من الحسنات ما ليس فيك .. فاعلم أنه لا سلطانَ لك عليه. 

* على قدْر ما تنصُر اللهَ، على قدْرِ ما ينصرُك اللهُ، ويتنزّل عليك النّصرُ .. فإن استقلَلْت نصرَ اللهِ لك، فاعلم أن نصرَك للهِ أقل .. وإن استبطأتَ نصرَ الله لك .. فاعلم أن ذلك لسيّئةٍ من عندِ نفسِك، ففتّش عنها. 

* أن تُقبِلَ في القِتال، فتَقتُلَ، وتُقتَل .. خيرٌ من أن تُدبِرَ فتُقتَل من دون أن تَقتُلَ.

* إذا وقعَ العَجْزُ فيما يجبُ فعله .. تعيَّن العملُ على دفعه، ورفعِه، ما أمكن لذلك سبيلاً. 

* إن استطَلْتَ الطريقَ .. وضَعُفَت هِمَّتُك عن المسير .. افترشْ لنفسك خيمةً على جنبات الطريق .. ولا يحملنَّك ضعفُكَ على أن تشتمَ الطريق، أو أن تشهد عليه ـ وعلى السائرين عليه ـ بالزور، فتجمع عليك ثلاث سيئات: تنكب الطريق .. وشهادة الزور .. وخيانة رفاق الطريق.

* لا تستبطئ النَّصْرَ .. قد يكون بينك وبينه صبر ساعةٍ، وأنتَ لا تدري.

* لا تستبطئ النَّصرَ .. فقد يكون تأخيره أنفعَ لك من تعجيله، وأنتَ لا تدري.

* قد تنتصر بغير الإسلام .. لكن لا يمكن أن تنتصرَ باسم الإسلام، وأنت في حقيقتك تتنكب طريق الإسلام، وتتخذ الإسلام مطية لمآربك، وأهدافك الخاصة .. بعيداً عن الإسلام.

* لأن يبقى الإسلام بلا دولة .. خير من أن تقوم باسمه دولة .. ثم هي ـ في حقيقتها ـ تحارب الإسلام، وتُحارب أتباع الإسلام .. وتشهد على الإسلام بالفشل والزور.

* الذي لا يهمه من عظائم الأمور ـ وإذا ما جدَّ الجِد ـ إلا كيف يَظهَر ويُعْرَف .. وكيف يَصرف إليه وجوهَ الجماهير .. يضحي بك ـ وبمن معك ـ بثمنٍ بخس .. ثم هو لا يُبالي.  

* من صِفات القائد المخلِص النَّاجح .. أنه يحرص على سلامة جنده وأتباعه .. أكثر مما يحرص على سلامَةِ نفسه، وخاصّة أهله!

* من كان لا يُبالي في أن يُضحي بك في صغائر الأمور، فمن باب أولى أن يُضحي بك في عظائم الأمور .. ومن كان كذلك من العبث والجنون أن تضع يدَك بيده، في عملٍ ما. 

* إذا داهمك أمرٌ جَلَل، فعالجه بالتَّقوى .. فالتقوى دواء لما لا دواء له. 

* أقوى أنواع الأسلحة على الإطلاق .. سلاح الدعاء .. ومع ذلك كثير من الناس يغفلون عنه.     

* لا يدفعُ البلاءَ النَّازِل .. إلا الدعاءُ الصَّاعِدُ .. فيعتلجان .. ويتَدافعان في السماء .. فيغلبُ الدعاءُ البلاءَ. 

* الدعاءُ كلُّه خير .. وخيرُه إما عاجِلٌ، وإمَّا آجِل .. وربما الآجلُ منه يكون أعظمُ نفعاً لصاحِبه من عاجِله.

* إذا أردتَ أن يُستجاب دعاؤك .. فأطِبْ مأكَلَكَ، وملْبَسَك .. ولا تجعل للحرام سبيلاً إلى جوفِك.

* من حَدَّث الناسَ عن فكرته في غير وقتها المناسب، أساء إلى ثلاثة: إلى نفسه، وإلى فكرته، وإلى من يسمع إليه من الناس.

* نِعم الاستجداء؛ عندما تستجدي لغيرِك، ولمصالِح الإسلام والمسلمين .. وبئس الاستجداء؛ عندما تستجدي لنفسك، ولمصالحك.

* مَن أدمنَ الاستجداء لنفسه .. أدمَنَ الكسَلَ، وتركَ العمل .. ومَن يُعطي مثل هذا، فهو شريكٌ له في الوزر.

* مِن النَّاس من يتعامل مع الآخرين؛ فيُبقِي جزءاً من حقوقهم معلّقاً في ذِمَّته .. ليبقوا ـ أطولَ فترة ممكنة ـ عبيداً لرحمته، محتاجين له، يذلهم بمراجعته، وقرع الباب عليه .. ومثل هذا لا تتعامل معه في شيء، ولو سألك من أين الطريق.

* العلمُ يُؤتَى ولا يأتي .. وكذلك صاحب الحق.  

* الهدْمُ لا يحتاج إلى مهارة، وهو ملجأ الضعفاء والسفهاء .. وما تبنيه في خمسين عاماً قد تهدمه بعدّة دقائق، أو بضع كلمات .. فالحذر، الحذر. 

* الزيادة في احترام شخص ما أكثر مما يستحق .. يعينه على الطغيان .. ويحمله على أن يضع منك بقدر ما زدت في احترامه.

* سيئة الحبيب حسنة في عين حبيبه .. وحسنة المبغوض سيئة في عين شانئه .. وهذا خطأ.

* الذين ينظرون ثلاثة: رجل ينظر للأشياء بهواه، وهذا لا تتوقع منه الإنصاف أو العدل .. ورجل ينظر بشهوته، وهذا يرى الأشياء على غير حقيقتها؛ فالجميل قد يراه قبيحاً، والقبيح قد يراه جميلاً .. ورجل يرى بعقله، وهو الذي يرى الأشياء على حقيقتها كما هي.

* لا تتكلم في المسائل الكبار .. أو تقضي في خصومة .. وأنت جائع أو غضبان أو محقون.

* لا تقضِ بين إثنين حتى تسمع من كليهما .. فإن سمعت لواحد منهما دون الآخر قضيت له ظالماً ومظلوماً .. وإن سمعت للإثنين معاً، قضيت للمحقِّ منهما على المبطِل. 

* الجريء على النار .. من تجرأ التوقيع عن الله تعالى، وعن رسوله r بغير علم.

* المصلحة تُقدَّم وتُراعَى على هذا الأساس: مصلحة الإسلام مقدمة على ما سواه من المصالِح، ومصلحة الأمَّة مقدمة على مصلحة دولة أو قِطر، ومصلحة القِطر مقدمة على مصلحة القبيلة أو العشيرة، ومصلحة القبيلة أو العشيرة مقدمة على مصلحة العائلة، ومصلحة الجماعة مقدمة على مصلحة الفرد، ومصلحة المرأة مُقدَّمة على مصلحة الرجل .. ومصلحة الطِفل مقدمة على مصلحة البالغ الراشد .. ومصلحة المجاهد مقدمة على مصلحة القاعِد .. ومصلحة الأكثر نفعاً مقدمة على مصلحة الأقل نفعاً .. ومصلحة حياة الفرد مقدمةٌ على مصلحة عضوٍ من أعضائه .. وهذا كله في حال عدم إمكانية التوفيق بين المصالح أو تحقيقها معاً. 

* إذا سيطرت الأنانية ـ وحظوظ النفس ـ على العمل الإسلامي .. فاعلم أن النصر لا يزال منالاً بعيداً. 

* الحقوق كثيرة .. والموَفَّق ليس الذي يعمل لها .. وإنما الذي يُنصِف بعضها من بعض، من دون أن يطغى بعضها على بعض .. فهو الموَفَّق.

* تعايشُ الحقِّ مع الباطل، يُفسِدُ زرعَه ونباتَه .. ويُدخلُ الشَّكَّ والريبَ على أتباعِه. 

* اعترافُ الحقّ بالباطل، وبشرعيته .. يمدّ الباطلَ بأسباب القوة، والظهور، والحياة.

* أن يستجدي الباطلُ من الحقِّ الاعترافَ به .. فهذا أمر مفهوم .. أما أن يستجدي الحقُّ من الباطلِ الشّرعيَّةَ، والاعترافَ به .. فهذا أمرٌ تحتار له العقُول .. ثم هو علامة على درجة الذلّة التي أصابت أتباع الحق أو من يُحسَبون على الحق!

* إن استعذَبتَ الذُّلَّ .. فليقتصِر ذِلُّكَ على نفسِك .. دون الحقِّ الذي معك .. فهو أهون عليك، وعلى الحق، وأتباع الحق.

* الإسلام عزيز .. إما أن ترقى إلا مستوى عِزَّته فتتكلم باسمه .. أو لا تفعل.

* حوارُ الأديان، كلمة حق يُراد بها باطل.

* أول خطوات سطو اليهود على الممتلكات والمقدسات: قولهم عن الشيء؛ أن لليهود والنصارى، والمسلمين حق فيه، وهم في هذا الحق شركاء .. ثم مع الزمن يُصبح حقاً خالصاً لهم دون غيرهم. 

* أكثرُ شيء يستغرقُ مني اجتهاداً .. ويحملني على الترجيح، والإقدام والتأخير .. عندما أُقدِم على عملٍ حقّ لا بد منه .. قد يستفيد منه الباطل بوجه من الوجوه.

* الباطنُ والظاهر كل منهما بريد للآخر .. وعلامة عليه .. ولازم وملزوم له .. والنفاق والتقية استثناء طارئ لا يُقاس عليه.

* البركةُ كلها في الإخلاصِ .. لا يمحقها إلا الرياء. 

* على قدر البلاغ، و الصَّدع بالحق .. تكون العِصمةُ من الناس، والدليل قوله تعالى:) يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ (.

* مَن خافَ شيئاً جعل له سلطاناً عليه.

* إذا خفت مخلوقاً، تصوره في أقبح وأذلِّ صورة .. يهون أمره عليك.

* الخوف من المخلوق لا يُؤخِّرُ أجلاً، ولا يُعجِّل رزقاً .. ولا يدفع شرّاً .. ولا يُجلِبُ نفْعاً .. فعلامَ الخوف منه.