يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر
يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر
محمد هيثم عياش
ونحن نعيش في أيام مباركة يجب علينا خلال صيامنا نهارا ان نتذكر اخواننا في العراق وفلسطين وافغانستان وكشمير والبوسنة وفي افريقيا التي يراد لشعبها أن يجوع ، فالعراق يعيش تحت احتلال بغيض استطاعت امريكا وبريطانيا والمتحالفين معهما زرع العنف والبغضاء بين قلوب فئات الشعب العراقي الا ان هذه البغضاء ستنقلب ولا شك على أمريكا وأعوانها فقد قتل الله زعيم عشائر الأنبار عبد الستار أبو ريشه وبكى بعض الناس عليه لأنه وعلى حد زعمهم استطاع أن يحول دون سيطرة اولئك الذين يريدون أن يجعلوا العراق دولة رجعية .
وجاء رمضان والشعب العراقي يفتقر الى لقمة خبز فقد تجاوز الفقر حدوده في ذلك البلد كما تجاوز الفقر حدود ما يعانيه الشعب الفلسطيني جراء ظلم أخوة السلاح الذي تجرأوا على وضع ايديهم مع الصهاينة ضد حماس وأهالي غزة هل سمعتم باتفاقيات محمود عباس مع زعيم الصهاينة ايهود اولمرت والتي من بينها اقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح وقيام مدينة القدس عاصمة لدولتين صهيونية وفلسطينية والاتفاق على التوصل الى صيغ مرضية يسمح المسلمون لليهود بموجبها الوصول الى حائط البراق / المبكى / .
وجاء رمضان ووضع الغرب ايديهم على قلوبهم من الخوف اذ انهم يعلمون بأن هذا الشهر اضافة الى انه شهر عبادة وتقرب الى الله شهر جهاد ايضا ، فبالرغم من أن الكثيرين من المسلمين يصابون بالكسل في هذا الشهر الى أنه شهر نشاط والغرب يعرف ذلك ، فقد أَلِفَ الغرب المسلمين وعرفوا عاداتهم ومعتقداتهم فلذلك نراهم أشد ما يكونون من الخوف منا في شهر رمضان ، لأن الصيام مَطْهَرةٌ للقلب ووجاء وصيانة ، قال النابغة الذبياني :
خيل صيام وخيل غير صائمة تحت العجاج وأخرى تعلك اللجما
والمسلمون الذين يراقبون خطط حلف شمال الاطلسي / الناتو / فهي مثل العجام لا تنام ولا تدع احدا ينام .
وجاء رمضان الشهر الذي كانت فيه وقائع عظيمة في تاريخنا ، فقد كانت فيه غزوة بدر اذ أذل َاولياء الله اولياء الشيطان وفيه كان فتح مكة المكرمة حيث أزهق الله الباطل وقامت دولة الاسلام ويئس الشيطان من أن يُعبد في جزيرة العرب ، وفيه كانت واقعة عظيمة من وقائع المسلمين مع الصليبييين وهي الزلاقة في الاندلس فقد كانت واقعة عظيمة جمع الفونسو الاول حوالي مائة الف مقائل وقيل اكثر لاسترداد الاندلس من المسلمين وقاد امير ذلك الجيش يوسف بن تاشفين الحرب واستطاع ان يبقي الاسلام في اسبانبا لمدة أربعمائة عام أخرى اي حتى عام 890 للهجرة وصلى المسلمون اول صلاة جمعة في المسجد الاقصى بعد تحريره من رجز الصليبيين ، وقد حرص القادة المسلمون على الصيام قبل بدئهم بالقتال ، فقد أمر ألسلطان أبو الفتح محمد الفاتح المسلميبن بالصيام ثلاث ايام قبل فتحهم القسطنطينية وأمر صلاح الدين بالصيام قبل فتح بيت المقدس لأن الصيام تقرب الى الله ، فالعبد يكون أكثر تقربا الى خالقه اثناء الصيام من غيره من الايام .
وبعد فقد جاء رمضان ففيه يصفَّد الله الشياطين ومنهم امريكا ، وقد أخبرنا بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد قال اذا جاء رمضان غُلِّقّت أبواب النار وفتحت أبواب الجنة وصفدت الشياطين ونادى منادٍ يا باغي الخير أقبل وبا باغي الشر أقصر . ولن يجعل الله لأمريكا والناتو على المسلمين في هذا الشهر سبيلا.