لمّا طغى الخطب
مصطفى أحمد البيطار
عظم المصاب.. وتعالى الصراخ .. وانشقت السماء.. وتراكمت الأحزان حتى صارت تلال من الهموم .. وبكت عيون النجوم .. ومرضت الشمس.. فتأوه القمر.. والكل يتساءل عن الخبر..
وأنا منهم .. بالأمس سمعت ضجيجا وأصوات مزامير لسيارات مزدانة فحسبت أن العروس قد مرت من قربنا ولها مكانة من حسب ونسب وجمال ومال..
فرفعت ستار النافذة لأرى .. وإذ بهتافات النصر لفريق الفراعنة انتصروا على ألدِّ الأعداء.. على من ؟؟؟ على إخوانهم في الجزائر..
يا للعار..
ليتنا سمعنا مثل هذا .. يوم انتصرت غزة على يهود.. والكل في صمت يشاهد الأشلاء تتطاير في السماء.. وأديم الأرض مروي بدماء الشهداء.. وأسود تجوب كل بيداء..
كسروا أقلامكم وتوِّجوا أقدامكم... هذا عصر النفاق والرياء.. عصر الجنون والرقص والفنون..
أليس فينا رجل رشيد؟
ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ويعفو عن كثير.. ولا سدَّ يحدُّ من جنونه .. وطوفان فنونه..
وأنصار الفساد يتباهون وعن الحق معرضون.. ومن أجل كرة يُطبلون ويُزمرون .. ويحسبون أنهم منتصرون ..
يا للعار..
أليس فينا من يغار؟
يا مثقفون .. أين أقلامكم وأحلامكم وآمالكم..
والأدباء والعلماء هم ملح البلد .. كيف بالملح لو فسد ؟.
أتعلو الرذيلة على الفضيلة ؟؟
ما أصابنا يا قومنا؟
ساعة وساعة ... وليس كل اليوم نلهو ونلعب .. ونسمر ونطرب ..
ما هو الهدف أصبحت جلُّ كتاباتنا في حظوظ النفس والهوى؟؟
(وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى)
ألسنا بحاجة لهذا المأوى؟؟
لنكتب عن الحب و الكره.. عن البؤس والفرح .. أسباب الطلاق ومرغبات الزواج ..
عن هدم البيوت .. وتشريد الأبرياء في كل مكان.. وعن القوة والضعف وعن الأمل والألم .. عن النصر وأسبابه.. والهزيمة وتداعياتها.. عن النظام والفوضى التي تعيشها أمتنا..
عن التبرج والحجاب.. عن مشاكلنا الداخلية والخارجية..
لعلنا نصل إلى هدف منشود فيه الخير للبشرية والوطن والدين
متى نرى للحق أنصار؟؟.. و للفضيلة أحرار.. لا يهمهم القيل والقال..
فطفقتُ أبحث عنها.... في خريف الحياة ....بين الآكام... وحنايا الكهوف فلم أعثر عليها ، ثم تتبعت مساربها بين الروابي والسهول لعلي أتعلل برؤيتها .
فوجدتها كوردة ذابلة أكمامها .. متناثرة خمائلها ..
منزوية تحت أكداس أوراق الخريف ....التي عصفت بها الرياح الهوج
وفي خضم الحياة الزاخر بين الأمواج البشرية المتصارعة المتحاربة.. استوقفني فريق من دُعاة العولمة.... والتقدم ولكن إلى الدرك الأسفل يَدَّعُون الحضارة والمعرفة ، فوجدت أقزامًا يقلدون الغرب ، لا في اختراعاتهم وصناعاتهم ، بل في سفالاتهم وسفاهاتهم بعيدين كل البعد عن الدين والأخلاق الفاضلة والأصالة العربية .
يا للعجب!!!! أ يَصِل ويعلو كل خفيف فارغ؟؟ ..
ويسقط ويغوص كل ثقيل ممتلئ ....
وفريق آخر من دعاة الحق مختلفون.. وفي تُرَّهَات الأمور منشغلون وكل حزب بما لديهم فرحون .
يا حكماء.. يا أدباء .. يا شعراء .. يا علماء .. يا مثقفون ....
أتعلو الرذيلة على الفضيلة ؟
أيعلو الباطل وينتفش ....، ويضمحل الحق وينكمش ؟
وهناك شعراء وأدباء ، وعلماء وقضاة ، ورعاع حفاة ، بين الأحياء يتطاولون ، وهم لتاريخهم يجهلون ، يتسابقون ويتدافعون ، على الدرهم والدينار يقتتلون ، ومن تهمة الإرهاب يراؤون وينافقون.. والأعداء منهم يضحكون..
هل اختلت الموازين بين الشدة واللين ؟
والجميع عن الحق معرضون ولأهوائهم عابدون …
﴿ أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ ﴾
أعلم علم اليقين أن أنصار الحق قليلون .. ولكنهم بعون الله هم الغالبون
وهناك من يهمزون ويلمزون ..
(وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ) ؟؟؟