لن أجفف الدمع
سيظل دمعي ينهمر حتى لا أنسى ..
سيظل جرحي نازفاً حتى أحيا ..
سيظل صوتي عالياً حتى أسمع ..
سيظل صراخي مدوياً حتى أذكر من يحاولون النسيان ..
( خوج على )
تلك المذبحة التى غابت عن ذاكرة من يحاولون النسيان .. لا تقل فى بشاعتها وخبثها عن مذابحنا الكثيرة المؤلمة .. بل تفوق وتتفوق على الكثير منها..
أبناء جلدتى كانوا وقود الحقد الأرمنى الأسود الذي ابتعد عن كل المعاني الإنسانية ، وفى غفلة من الضمير الذي لن يستيقظ في غرب هذه المعمورة إلا إذا جرح كلب أو أصيبت قطة .. أحرق أطفال .. بُقرت بطون الحوامل .. استبيحت المحارم وانتهكت الأعراض وقتل الرجال وضاعت القيم .. هؤلاء العزل الآمنون فوجئوا بأساطين الحقد والدمار الأرمني تعيث في الأرض فساداً .. وقد شغلت الدنيا عنهم بالكثير من الأزمات التي وضعها الكبار لإيجاد التوازن المختل في هذا الكون المنهار أخلاقياً وقيماً وعدالة .. ثمانية عشر عاماً انقضت .. ولم أجد سوى هذه الدموع لأروي شجرة الحزن حتى تظل أوراقها تحيا فلا أنسى .. لعل أبنائي يتذكرون بعد أفولي فلا يقتلعونها إلا بعد أن يعود الحق لأصحابه وتهنأ " ناجورنوكارا باخ " فى حضن أمها (أذربيجان ) ..
ولكن لن أنسى
ولا أستطيع أن أنسى الطفلة التي حرموها من لعبتها قبل أن يحرقوها أمام والدتها .. وهذا الرضيع الذي
أخي إن ذرفتَ عليَّ الدموعْ وبللتَ قبري بها في خشوعْ
فأوقدْ لهم من رفاتي الشموعْ وسيروا بها نحو مجد تليدْ
سيظل الغضب يتنامى في قلبي ويتعاظم ولن أنسى إخوتي وأجيبهم:
أخي سوف تبكي عليك العيونْ وتسأل عنك دموع المئينْ
فإن جف دمعي سيبكي الغمام يرصع قبرك بالياسمينْ
فلن يتوقف الدمع عن الانهمار ...
سيظل جرحي نازفاً..
سيعلو صوتي إلى الآفاق..
وسيتعالى صراخي حتى أوقظ القلوب النائمة .. وأرشد القلوب التائهة وأطمئن القلوب الحائرة .
فلن أجفف الدمع