حَطم القَيْدَ
مصطفى أحمد البيطار
حَطم القَيْدَ واصعَدْ في السَّماءِ
سأبقى معتصماً بحبلِ عقيدتي
شامخَ الرأسِ أُصافحُ إهابَ السماءِ..
أعانقُ الجوزاءَ رغمَ كلَّ مَصائبي
في غربتي, وحماقةَ أعدائي..
أجوبُ الفضاءَ الطلقَ
متحرراً من كلِ قيدٍ بآماليَ الجسامِ
كالنسرِ متخذاً قِممَ الجبالِ سَكني
والسماءَ غطائي ..
أسيرُ ثابتَ الخُطى والجَنانِ
لا أرمقُ كآبةَ الليلِ ولا أحْفلُ بِِِجحافلهِ
ولا أرى لظلالِ الأسَى في طريقي أيَّ ضِياءِ..
أجَرِّدُ حُسامَ الفجرِ منْ غمدهِ
وأصيخُ السمعَ لوشوشةِ الأورادِ
وهَمسِ النسيمِ لفراشاتِ الحقولِ في الأنْداءِ..
وأذيبُ روحَ الطبيعةِ
في مُهجتي ليكونَ بلسماً لكل داءِ ..
وأصْغي لقولِ ربي ليصفوَ قلبي
وينْجَلي منَ الأصْداءِ .. واطفىءُ لهيبَ الأسَى
وأغسلُ بدموعِ الغَمامِ كلَّ بُكاءٍ ..
وأُرَمِمُ فؤادي المتَهدِمُ من نوائبِ الدَهرِ
ليكونَ أقوى من الصخرةِ الصَماءِ ..
وأرنُو دائماً لانبثاقِ فجرٍ من وراءِ الهوةِ الظلماءِ..
وأزيلُ كلَّ الهواجسِ من دُجى الأوهامِ والأسقام ِ
وأسيرُ غيرَ مكترثٍ بأشواكِ القتادِ
في الفيافي والقفارِ, ورداءةِ الأنواءِ
وفحيحِ الهوا جرِ , ورَمضِ رمالِ الصحراءِ..
أنقلُ خُطايَ وأسْري بروحٍ فيها قبسٌ متوهجٌ
تَجتثُ جحافلَ الظلامِ والأوهامِ
سأبقى أخطُ بِيَراعي على صفحةِ
ِالسماءِ أناشيدَ شعري وأعزفُ على أوتار قلبي
كلَّ شدوٍ بأنغام, وأذللُ كلَّ صعبٍ يَعتري نَثري وإنْشائي..
لأسْعدَ وأُسْعِدَ مَنْ حولي رغمَ الشَتاتِ, والضَياعِ ,والبغضاءِ..
وسأبقى طائراً كالنسرِ رغمَ قصْفِ الرعودِ, وبرقِ السَماءِ ..
والرياحِ الهُوجِ,وعواصفِ الأرزاءِ..
مصطحباً ضياءَ الأَملِ مِنْ ربِّ السَماءِ .هو عَوني في رحلتي وَ مَضاءِ .