عولمة التفاهة

حازم حسين

عضو رابطة الأدب الإسلامي

[email protected]

هكذا ارادت لنا العولمة ..

أن تتحول حياة شبابنا وفتياتنا الى سطحية مفرطة تختزل فيها القيم وترفع شعارات الضياع والامسئولية ...

حين ينشغل الناس بالتوافه وسفاسف الامور وحين تكشف العولمة عن وجهها البشع المتمثل بما نشاهده عبر وسائل اعلامنا وفضائياتنا التي غزت بيوتنا واستهلكت اوقاتنا واوقات شباب هذه الامة بما يخدش الحياء وينزع ثوب الفقه عن أمة اراد الله لها الخيرية على هذه الارض في ذلك الوقت ندرك تماما أي مواجهة نحن بصددها .

نحن امام عدو خطير لا يرحم يتسلل الى مخادعنا بكل نعومة وخبث لينتهل بكل صفاقة و مجون أوقاتنا ومن بعد اوقاتنا قيمنا ومثلنا العليا وما نحاول ان نربيه في اجيالنا القادمة من حياء وعفة ومروءة وحسن الخلق.

إننا اليوم في معركة ينبغي ان نعد لها العدة المناسبة والا خرجت الامور عن السيطرة واصبحنا في سوق كبير تكثر فيه البضائع المحرمة ويزداد فيه عدد المرتادين والمتسوقين , وتبور فيه بضائع القيم والمثل .

لا بد من مواجهة العولمة - التافهة تلك - بمزيد من التحصين القائم على ايجاد البدائل المناسبة المنبثقة من واقعنا الحالي وبمزيد من التوعية بخطورة مايبث عبر وسائل الاعلام المختلفة .

لم يعد يجدي في زماننا هذا سياسات المنع والاغلاق , فالفضاء مفتوح على اتساعه ورحابته , ولم يعد مقبولا في وضعنا الذي نحن عليه ان نرفع شعار الحجر والتحريم , بل لا بد من مواجهة هذا الاعلام باعلام مدروس يبين تماما حقيقة المواجهة وأبعادها . فيعد من البرامج والخطط ما تكون كفيلة باستقطاب الشباب والشابات الى نوعية من البرامج ترضي أذواقهم بصورة بعيدة عن السطحية أو الجمود , مغلفة بإطار جذاب يشد أبناء هذا الجيل الذي بات يستهويه الشكل أكثر من المضمون.

هل نستطيع ان نكون على قدر التحدي ونواجه ازمة العولمة التافهة تلك بعولمة الأصل لا البديل وبالتالي نحمي انفسنا وأجيالا من بعدنا من خطر الانزلاق في وحل الرذيلة والانحراف ؟!

أعتقد اننا قادرون خصوصا أننا نملك تراثا حضاريا يمكن أن نوظفه توظيفا اعلاميا راقيا نضمن بذلك سلامة المضمون وجودة الشكل ورقيه , لكننا نفتقد حتى الآن الى الامكانيات المادية والبشرية المؤهلة لخوض غمار هذه التجربة الصعبة وهذا التحدي العصيب.