مئة كلمة للذيب
توفيق العيسى- رام الله - فلسطين
على الرغم من سعيي المتواصل لإقامة أمسية في ذكرى رحيل " الذيب" صديقي عايد عمرو، إلا أنني دخلت في دوامة من الحيرة والأفكار المتضاربة والعجز، عندا تلقيت اتصالا من القاص زياد خداش يطلب مني الكتابة عن عايد في ذكرى رحيله.
ماذا أكتب؟ ليست هذه المرة الأولى التي أعجز فيها عن الكتابة ولا أدري لماذا.
" مئة كلمة ... فقط مئة" شعرت بهذه الكلمات التي نطقها زياد تخترق جسدي وتزلزله، وللحظة اعتقدت أني طالب فاشل يأمره أستاذه كتابة مئة كلمة فقط ليبرر سبب نجاحه.
" اكتب ما تعرفه المهم ألا تسلم الورقة فارغة" هذا ما يقوله المعلم عادة لطالبه الفاشل أو قليل الذكاء.
حين يكتمل القمر سينهض عايد، هكذا كنا نواسي بعضنا، وكيف لا نتفاءل فلقد رأيناك تسير إلى المستشفى ولم نكن ندري أنك إعلان موت يسير على قدمين، قلنا سينهض اكتمال القمر إعلان لذئبية الحياة، وقضينا وقتا نحضر أنفسنا لمفاجأة ما، حين ينهض سيرانا نتحلق حوله بخوف وقلق، سيشتمنا، سينهض أكثر وحشية يحلق ذقنه ويمسك القلم ليفتح شرفته، ستكون الافتتاحية: " تبا لكم يا أصدقائي، أو عدت رغم أنوفكم، أردتم موتي ولكن...، أنا ملك الدو فأخرجوا إلى صحرائكم أيها البلهاء" وراودتنا أفكار كثيرة ولم نشتم رائحة الغياب، اكتمل القمر واكتمل الغياب.
هل كتبت مائة كلمة؟ أتوقع ذلك لكني لم أكتب شيئا.