أملاح
فاطمة شقرة
هناك شطر من البشرية لا تستمر حياته إلا بفضل مخففات الأعراض مثل المورفين وغيره....
وهذه بدلا من النهوض به، تعمل على تبلد وجدانه وتخدير ضميره؛ وعندي انطباع......
بأن الذين سوف يطلون على الحياة التي نعيشها خلال عشرين عاما قادمة،سوف يغشاهم نفس الشعور الذي يخامرنا حين نستحضر حقبة العصور المتقدمة
*عقلا وروحا*
إذ يراودنا هذا الشعور بالفزع كلما عدنا بفكرنا إلى تلك القرون الغاربة؛وتذكرنا ظروف الحياة الرهيبة التي خاضها أسلافنا،
أما الذين يتابعون أحوالنا بعد عشرين سنة فسوف تعتريهم الصدمة ...لأننا استطعنا البقاء على قيد الحياة ،ودهشه لأننا لم نكتسب حكمة مع كل تقدم في السن برغم غاياتنا وأهدافنا التي تفوق أشد المعادن مقاومة...وأكثر الصخور صلابة...وأكبر الجبال شموخا...
وهذا لا يمنع من كون تلك الغطرسة تجاوز مدى قدراتنا....فلسنا الذي نثير الرياح....ولسنا نحن من نأمر الفياضانات فتأتمر....
أحبتي؛
باتت طبيعتنا تقلدنا في الانتقام!
فأصبحت لا تعرف كيف تتصرف إزاء الموت!....
للأسف هذا حالنا؛وبلا تردد....نحن لا نعرف كيف نعالج أمر الموت وبالعكس ندور حوله ...ونغلق الباب في حياء وخفر على الذين يجيئهم.....نسحبهم من دنيا الأموات..ونقطع صلتهم بهذا العالم..نحبسهم في المستشفيات..ونصفحهم بالأجهزة...نسحقهم بتكنولوجيا...لا إنسانية وما هو أنكى...
*نحن ننساهم*.
وبالواقع ؛أننا ننحرف بالمسيرة الطبيعية وبالتطور الذي يمنحنا قدرة على اكتشاف ذاتهم.....وكل هذا يكمن بالدقة و
%
في غياب الغاية من الحياة....هذه التي بدت فاتنة جدا عن بعد ،كشجرة ورد مليئة بالشوك....وبالأجدر...؛كشيطان كانت حياته عالقة في طير ...كلما تألم الطير ...تعذب الشيطان...
بعدما تعلقت بي وتعلقت بها....سبقني الموت لحبها....بعدما تعلقت بها وكنت أنا دربها...انتقلت إلى رحمة ربها.... بعدما ماتت ميتة يعجز الكلام عن وصفها....بعدما ماتت بدأت أحبها....أي ظلام كنت أعيشه لأني لم أعرفها...وأي ندم أعيشه وهي في قبرها....أي حكم هذا!
حياتي بدأت بموتها......أي ظلام عم الأرض بعدما دفنت نورها!؟...
بدونك يا حبيبتي....ما أشرقت شمس فأنت سرها.....بدونك؛طوت الحياة متعها......
أتساءل!؟....
كيف ماتت وقلبي كان قلبها....!....؟ كيف ماتت وعمري عمرها....!....؟
لو أني اعرف أن الموت تلاق لرؤيتها.....لمت من لحظتي فما حاجتي لحياة هي ليست بها