مسابقات الجمال في الضفة
د.عثمان قدري مكانسي
وصلني من موقع " أنوار فلسطين " رسالة تتحرق ألماً على ما آل إليه القائمون في الضفة الغربية من فلسطين من فساد واستهتار بالقيم الإسلامية الأصيلة . والحقيقة أن الفساد استشرى في كل بلادنا العربية والإسلامية ، ولا حول ولا قوة إلا بالله .
وكان الأولى بالمسلمين عامة وأصحاب الأرض خاصة أن يؤوبوا إلى الله تعالى ويصطلحوا معه ، ليسدد خطاهم ويأخذ بيهم إلى النصر والسؤدد ... ولكنْ لا حياة لمن تنادي .
قرأتها وقلبي يتفطر حزناً على واقعنا التعيس الذي أوردنا الصغار والذل في هذا الزمن الكئيب الذي صرنا فيه " قصعة الثريد " التي يتناوشها الذئاب من كل حدَب وصوب .
ووجدت نفسي أكتب إليهم ما يلي :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يبدو أن الإخوة في أنوار فلسطين يعيشون في القرون الوسطى ، ويقيمون للشرف والمروءة وزناً ، ونسوا أننا في القرن الواحد والعشرين طلقنا الشرف والأخلاق والمروءة والدين ، وأحببنا الحياة البهيمية ، ورغبنا أن نكون حيوانات ناطقة لا تعرف حلالاً ولا حراماً ، وقلدنا السادة " الخنازير " وسبقناهم في مضمار الفساد والخنا
ماذا في وقوف الفتيات أمام الناس يعرضن ما ينبغي ستره !؟ ويتسابقن إلى إظهار المفاتن وإثارة الشهوة دون خفر ولا حياء؟ أما تزالون تتبعون مقاييس أكل الدهر عليها وشرب !؟ وتقولون هذا حرام وهذا حلال!؟ وتقيدون حريتنا في التفلّت من كل قيد أخلاقي ومحظور شرعي ؟
إن كنتم ترغبون أن تعيشوا كما عاش الأجداد طاهرين أعفـّة وتلتزمون ديناً يدعو إلى هذا فالحضارة الحديثة تطالبنا أن نتخطّى كل هذه القيم لنلحق بركب الغرب واتباعه حذو القذّة بالقذّة . أليس هذا ما أخبر به النبي محمد ؟ ونحن نحقق ما تنبأ به وأخبر به! فعلامَ تنتقدون ، ولِمَ تتأففون ! ؟
دعونا أيها المتخلفون نحيا كما نريد ، وكفاكم وعظاً وإرشاداً ، وكفاكم دعوة إلى الفضيلة التي حرمتنا التلذذ بما أمامنا من شهوات ، وإذا لقيتم ربكم يوماً تعتقدون أنكم موعودون به فنحن لا نرى ذلك وشعارنا " ما هي إلا حياتنا الدنيا ، نموت ونحيا ، وما يهلكنا إلا الدهر " فهلا أعتقتمونا من انتقاداتكم وتركتمونا ؟
لا لقاء بيننا وبينكم ، إنكم في طريق غير طريقنا وهدف سوى هدفنا ، ولئن جمعتنا الأقدار في أسماء عربية ولغة واحدة وأرض واحدة إننا مختلفون فكراً وثقافة وحياة فهل أنت مدركون هذا ؟
أليس هذا أيها الأحباب لسان حال هؤلاء القوم؟