هل التاريخ يعيد نفسه ؟
هل التاريخ يعيد نفسه ؟
حامد الشبلي
قرأت في بعض الروايات التاريخية أن المغول عندما دخلوا بغداد وقتلوا وذبحوا وأدخلوا الرعب في قلوب الناس حتى وصل بهم الحال أنهم كان الواحد منهم يمسك بالرجل فيريد قتله فلا يجد سكينا أو سيفا يقتله به فيوقفه في مكان ويطلب منه أن ينتظره حتى يأتي بسكين ليقتله !! ويظل هذا الثاني ينتظر إلى أن يعود صاحبه ليلقى حتفه على يديه !!
استهجنت هذا في نفسي كثيرا وكدت أن أكذب الخبر لأنني ما كنت أصدق أن الجبن يصل بالإنسان لدرجة تمنعه حتى من الهرب من عدوه الذي يريد أن يقتله ..
ولكن اليوم ونحن ننظر إلى واقعنا وحياتنا وجدت ما هو أدهى من ذلك وأمر . بل إن الذبح أيام المغول كان على مستوى الأفراد أما اليوم فعلى مستوى الجماعات والدول ..
فهذا العراق أطيح به بعد ما كان ينظر بعينه إلى أخته أفغانستان تذبح وهو ينتظر دوره .. وأبيد شعب كامل وحضارة عريقة ، وقطع الجسد أشلاء ، وتناثرت الأشلاء مزقاً أمام من ينتظر دوره بعد العراق واقفاً صامتاً لا يبدي حراكاً _ ومعاذ الله لو فعل لصفعته على فمه يد جاره الذي يقف من خلفه ينتظر دوره من بعده ، موبخاً ، مؤنباً ( إنك لن تقدر على هذا العدو المتغطرس ) لأن هذا الأخير يظن أن له حظوة ومكانة عند العدو الذي ركع ذات يوم بين يديه ، والمصيبة أنه يعلم أن هذا العدو يحد شفرته لقطع رقابهم جميعاً ..
والشعوب الإسلامية _ ويح هذه الشعوب _ لازالت تلهث وراء تفاهات تقال في قنوات .. أوهتافات ترفع من أفواه منافقين خونة .. أو شعارات براقة تلمع في لافتات ساقطة كاذبة ..
عار على أمة أن يستبح حــمــاهــا خائر الذمم
كنا أساتذة الدنيا وسادتها ما بالنا اليوم أصبحنا من الخدم ؟!
فيا أمة الإسلام هلا جعلت التاريخ يعيد نفسه في عين جالوت جديدة ..
هلا جعلت التاريخ يعيد نفسه في مثل نور الدين الشهيد وصلاح الدين ..
( أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب ).
ولكن : ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ).