لوكيميا
ورقةٌ زائدة
بقلم : لبابة أبو صالح
-1-
الأشجارُ هنا لا تتنفَّسُ .. أجسادُها لا تُشبِهُنا ..
كأنها صناعية .. زائفة .
زرعوها على الأرصِفَةِ . كابتسامات باردة .
ككذبات مُلفَّقةٍ غبيةٍ و مكشوفة ..
كأشياءَ لا تُشبه شيئًا مهمًا .. أبدًا !!
في حلبَ .. تبدو كأنها تتعرَّقُ مع الناسِ .
تمرَضُ معهم .
تنتشي معهم .
و تمارِس الغناء و الصمتَ و كلَّ شيءٍ .
حتى إنك لا تستطيعُ أن تسير بقربها دون أن تُمسِّدَ الجذعَ أو تداعب الغُصنَ ..
أو حتى تستندَ إليها . و تبكي !
.
-2-
( الغربةُ ) أكبر كذبةٍ لغوية ..
لا شيءَ في العالَمِ يحمل ذلك الإحساسَ .
فقط الناس و المواطنون .
حين لا تكون منتميًا إليهمْ .
أو حين لا يدعونك تفعل .
تُحِسُّ بأن الغربةَ كذبة ..
كذبة لأنها أكبر من غربة ..
إنها صقيعٌ !
.
-3-
لماذا يخبئون القسوةَ . و يَهبُّون بها في مواسمِ الوجعِ ..
لماذا لا تأتي إليَّ و تقول في وجهي :
إنكِ غريبةٌ و لا مكانَ لكِ بيننا !!
برغم أننا جميعنا .. لم نختر أمكنتنا .. و أراضينا .
و أنا لم أختَرْ هذا الضيقَ ..
و لم أعترِض بعدُ .
فمن أين تتألمُ أنتَ . ؟!
.
-4-
لو خُيِّرْتُ .
لاخترتُ كلَّ شيءٍ يجعَلُهم يشعرون بما يُشعرون به
الغرباءَ .
كلَّ شيءٍ .!!
.
-5-
إن من أوضحِ المعادلاتِ في هذا الواقِعِ .
أن الإنسانَ ينسى كثيرًا ..
و الأكثر أنه يتناسى ..
و يقسو !
.
-6-
لم آتِ لأقول شيئًا
لمْ آت بعد