حسرتي عليك .........يا....أمي

من ألم الفراق

د.عبد الغني حمدو /باحث وأكاديمي سوري

[email protected]

[email protected]

كنت في شبابي لااسأل عن البعد وعن الفراق

كنت أعيش متنقلا في  فضاء الزمان والمكان

لاأبالي بسيل الذكريات

يافعا في قوتي فهل من ألم الفراق ؟

وعندما سمعت صوت أمي بعيدا يناجيني في الهواء

ومرت الأيام ورزقت بالبنين والبنات

وعندما فارقوني , والعمر يمضي للأمام

في لوعتي وفي شوقي لذريتي تذكرت أمي

كيف عاشت كل هذا الزمان

في يوم واحد أصبحت وحيدة سوى بنت صغيرة وولد صغير

الزوج والبنت  أخذا إلى المقصله

وبقية العائلة أصبحت في غياهب الزمان والمكان

أتساءل دائما وأبدا

هل عندها دموع بعد كل هذا الفراق ؟

ثلاثون سنة تشتكي وتبكي

ثلاثون سنة لم تنعم براحة بال

كل الغربان والذئاب حولها وقلبها مليء بالشوق والأحزان

هي أم لعائلة وأنا من صلبها ورثت تلك الأحزان

في علم الوراثة قانون توريث ملزم

العاهات المكتسبة لاتورث

وفي حالتي أنا ورثت الحزن والشوق للبنين والبنات

لو دخلت قلبي أو لامست شعوري

لوجدتني نار يغلي بداخلي من قوة الشوق والحنان

من يكفكف دمع أمي ؟

من يكفكف دمع زوجتي؟

من يكفكف عني شوقي وهمومي؟

لن تجد لي ناصرا إلا فريقين في هذه الحياة

عدوي ينال شماتتة مني

وصديقي يحزنه أمري

ولدي الصغير يسألني دائما :

لماذا لاتأتي ؟

مشتاق إليك ياأبي أرجوك تعال لي

صغيرة هي ابنتي تقول

متى تأتي :

كل صديقاتي أبوهم يدللهم وأنت تبقى بعيدا عني

بحبك ياأبي تعال أرجوك .

شاركني في همومي وشوقي كل حر في وطني

مثقفين ومفكرين في البلد العربي

ناشدوا بكل وسيلة وبكل كلام العطف والمودة والتقدير

لم يسمع أحد لمناداتهم

ولم يتجرأ أحد على مساعدتهم

وبقي المرجل نارا يلتهب بداخله

والماء البارد حوله

فلا العامر ولا العالم ولا الصحفي ولا أنا

أثر في قلب ذلك الرجل

لذلك أقول لأمي :

صبرا ياأمي وصبرا لي أنا

وياحسرتي عليك ياأمي وحسرتي أنا